اعتبرت مختلف مكونات الأسرة الجامعية، أن دعوة رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون إبعاد الجامعة عن الإيديولوجيات، ستتبعها إجراءات ردعية.
توقع من تحدثت إليهم “الشعب”، حزم الدولة في التصدي لكل من يريد استغلال الصروح العلمية في العمل السياسي كونها فضاء للعلم والابتكار والتطور،
وقال الدكتور مرسلي محمد أستاذ القانون في جامعة تيبازة، إنه من الصعب إبعاد الجامعة عن الفكر الأيديولوجي، في ظل وجود بعض التنظيمات الطلابية التي لها امتداد لبعض الأحزاب السياسية في الجزائر.
مرسلي محمد أوضح لـ “الشعب”، أن بعض التنظيمات الطلابية التي تنشط في الجامعة، تبقى أكبر عائق أمام دعوة تبني استراتيجية للتسيير الحسن للقواعد العامة الهادفة لتنظيم أنجع للجامعة الجزائرية عبر قواعد نظامية داخلية وإبعاد الحقول الجامعية عن مختلف السياسات والإيديولوجيات.
ولفت نفس المتحدث، أن الكثير من التنظيمات الطلابية المعتمدة في قطاع التعليم العالي، تمثل الذراع الطلابي للأحزاب السياسية في الجزائر التي من خلالها تقوم بالتعبئة أكثر مما تقوم بالتنشئة السياسية داخل الحرم الجامعي والترويج لفكر معين.
وأضاف، “ينتظر إيجاد آليات قانونية لإبعاد الجامعة عن الإيديولوجية، فالجامعة ينبغي – حسبه – أن تكون ركيزة أساسية وقاطرة التنمية الإقتصادية والإجتماعية ومحركا رئيسيا لاقتصاد المعرفة”.
أي دور للتنظيمات الطلابية؟
في سياق ذاته، أشار ممثل طلبة جامعة تيبازة بويعقوب نورالدين، في اتصال هاتفي مع “الشعب”، أن الجامعة ليست فضاء للصراعات أو المصالح أو الأيديولوجيات ولا للمنافسة السياسية.
وأضاف:” لذلك لابد من الجميع أن يحترم حرمة الجامعة، خاصة أن الأمر يتعلق بالطالب الذي سيواصل بناء الجزائر الجديدة في الغد.”
وأردف محدثنا قائلاً، “لابد من الطالب الجامعي أن يمارس السياسة. فالمثقفون هم من يحمل فكرا سياسيا متفتحا في كل المجالات، شرط أن تكون هذه الأفكار لا تتصادم مع ثوابت الأمة الجزائرية”، لكن ممارسة هذه الأفكار السياسية ـ حسبه ـ تكون خارج الجامعة وليس داخلها، كونها فضاء للعلم والثقافة فقط لا غير.
وبخصوص التوقيت الذي جاء فيه إعلان الرئيس عن استقلالية الجامعة عن الإيديولوجية، أوضح بويعقوب أن تعهدات الرئيس في حملته الانتخابية واهتمامه الواضح بالجامعة الجزائرية، جعله يسارع في اتخاذ هذه الخطوة المهمة لتحرير الجامعة من النسق السياسي والتيار الحزبي والاتجاه نحو تنظيم محكم للحرم الجامعي خالٍ من أي فكر خاطئ يهدد سيرورة النشاطات البيداغوجية والعلمية واستقرار الأوضاع داخل أسوار الجامعات.
وعن سؤالنا عن التخصصات وتحديد القواعد التنظيمية الداخلية الخاصة بالجامعة، التي دعا لها الرئيس عبد المجيد تبون، قال ممثل طلبة جامعة تيبازة إنه إذا كان جوهر القرار الأخير الصادر من رئاسة الجمهورية بالنسبة لفتح بعض التخصصات وغلق أخرى، لابد من إحالة هذا الملف على اللجنة العلمية للنظر فيه حسب الوسط الخارجي والاحتياجات الضمنية وما مدى ملائمة التخصصات مع سوق الشغل، نظرا لتطورات المجتمع وتغيره وفقا لإستراتيجية الدولة.
وأشار المتحدث إلى أن عملهم كممثلي الطلبة هو تنوير الطالب قبل دخوله إلى الحياة الجامعية في اختيار التخصص المناسب له عن طريق أيام تكوينية وندوات علمية وتسطير معالم واضحة للتعريف بنظام “ال.ام.دي” بالتنسيق مع الإدارة المركزية للجامعة.