الخطوات الجبّارة التي تحقّقها الجزائر في مختلف القطاعات، تدعو إلى التّفاؤل بواقع أفضل يتحقق للمواطن على جميع المستويات، خاصة منها ما يتعلق بالمعيشة اليومية التي تربّص بها بعض الذين تعوّدوا العيش على حساب الناس.
ونعتقد أن أهمّ ما يسمّم حياة الناس ويفجعهم في يومياتهم، بل يمثل حجر العثرة في وجه كل جهد نبيل، ما يزال راسخا في صلب الإدارات الصغيرة، فهذه يلاقي فيها المواطن كثيرا من العنت بسبب “البيروقراطيين الصغار” الذين لا يجدون الراحة إلا بتنغيص حياة المواطن من خلال “اختراع” تأويلات للقوانين، وقراءتها وفق ما تهوى أنفسهم، أو حتى الانشغال بألعاب الهاتف، أو الدّردشة مع الخلان، على حساب وقت المواطن..
ولا ننكر أن إجراءات كثيرة وضعت حدودا واضحة لمصيبة “البيروقراطية”، فلم يعد المواطن يحتاج موظف البريد، ولا موظف مصلحة المياه مثلا، كي يدفع فاتورة، غير أن الناس مايزالون يتراكمون بمختلف المصالح من أجل قضاء مصلحة بسيطة على مدى يوم كامل أو يزيد، وكلّ هذا على حساب أعمالهم وأعصابهم، دون أن يجدوا أدنى التفاتة، إن لم يكونوا من ذوي الجاه و(المعريفة)، ويكفي البيروقراطي الصغير أن يقمع كلّ من يقفون أمام شبّاكه بمجرّد ابتسامة صفراء، يلحقها بقوله: “ما كانش الريزو”!!!..
ولا تنقص الشمّاعات التي تعلّق عليها كثير من المصالح الإدارية والاقتصادية، إرادتها الواضحة في ممارسة هوايتها اليومية في تسميم حياة الناس، ولكن هذا لا يعني أن الإجراءات المضادة للبيروقراطية لم تكن فعّالة، بل ينبغي تعزيزها أكثر، والتعامل بصرامة القانون مع كل من تسوّل له نفسه التلاعب بالمواطنين.
لا نتحدث عن بيروقراطية “ماكس فيبر” هنا، وإنما نتحدث عن مسخ يسمى “بيروقراطية” لا يجعل همّ يومه سوى إهانة المواطن.. وهذا، ينبغي استئصاله..
موقع الشعب يستخدم نظام الكوكيز. استمرارك في استخدام هذا الموقع ، فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط. تفضل بزيارة سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط . موافق