دعا مختصون إلى تطبيق سريع للإجراءات الاحترازية لمواجهة مخاطر الموجة الرابعة خاصة مع تسجيل ارتفاع في عدد الإصابات اليومية متجاوزة عتبة 300 حالة لأول مرة بعد 7 أشهر، مؤكدين أن المستشفيات رفعت مستوى التأهب والاستعجال استعدادا لأي طارئ ولضمان التكفل بجميع المرضى وعدم تكرار سيناريو الموجة الثالثة.
وكشف رؤساء مصالح طبية لـ «الشعب» عن زيادة الطلب على الاستشفاء بسبب ارتفاع الإصابات بفيروس كورونا في الأسابيع الأخيرة مقارنة بالأشهر الماضية التي لم تستقبل خلالها المستشفيات أية حالة خطيرة تستدعي العلاج بالأوكسجين، محذرين من التراخي في الالتزام بالتعليمات الوقائية وعدم الإقبال على التلقيح الذي يعتبر الخيار الوحيد لكسر سلسلة انتشار عدوى الفيروس.
ياعيش: المصالح الطبية ممتلئة
من جهته، أكد رئيس وحدة الانعاش بالمستشفى الجامعي نفيسة حمود «بارني» البروفيسور عاشور توفيق ياعيش جميع الأطقم الطبية مجندة لاستقبال جميع المرضى والتكفل بالمصابين بكوفيد -19 والذين تتطلب حالتهم علاج استعجالي، مشيرا الى استعداد المستشفيات لمواجهة أي طارئ من خلال توفير مكثفات الأوكسجين ومختلف الوسائل الطبية للتخلص نهائيا من مشكل التزود بهذه المادة الضرورية التي خلفت أزمة حادة في الموجة السابقة.
وأضاف البروفيسور ياعيش أن زيادة الإصابات بفيروس كورونا جعلت المصالح الطبية ممتلئة وتستقبل العديد من الحالات الخطيرة التي تصل الى الإنعاش والحاجة الى الأوكسجين بعد أن كانت خالية من المرضى، قائلا إن الوضع في المستشفيات لم يصل الى الضغط الكبير ولكن مع تصاعد منحنى الاصابات يبقى الخطر قائم ويتطلب رفع مستوى التأهب في مختلف الوحدات والمصالح الطبية.
كتفي: “دلتا ” الأكثر انتشارا
من جانبه، حذر رئيس مصلحة الأمراض الصدرية ورئيس وحدة كوفيد -19 الدكتور عبد الباسط كتفي من تطور الحالة الوبائية وإمكانية بلوغ ذروة الموجة الرابعة في الأسابيع القليلة القادمة نظرا للانتشار السريع للفيروس المتحور وتزايد طلبات الاستشفاء بسبب كثرة الإصابات بالفيروس في الفترة الأخيرة.
ويرى أن السلالة المتحورة “دلتا” ما تزال الأكثر انتشارا في الجزائر وتمثل درجة عالية من الخطورة من المتحورات الأخرى من حيث سرعة الانتشار وشدة العدوى والأعراض الصعبة التي تسببت فيها خلال الموجة الثالثة، مشيرا إلى أن التلقيح يعد السلاح الوحيد لمكافحة تفشي المتحورات الجديدة والسبل الأنجع للتصدي لمخاطرها.
أما رئيس عمادة الأطباء الجزائريين البروفيسور محمد بقاط بركاني، فدعا إلى تطبيق سريع للإجراءات الاحترازية، لأن الفيروس المتحور لا ينتظر وينتشر بأقصى سرعة بين الأشخاص، مشيرا إلى ضرورة الاستعداد لأي طارئ خاصة ما تعلق بتوفير مكثفات الأوكسجين وأدوية تخثر الدم وتحسين تسيير المصالح الطبية وتنظيمها بتحمل المسؤولية وأخذ الاحتياطات اللازمة على جميع المستويات وعدم الانتظار إلى آخر لحظة لتسيير الوضع.
وشدّد البروفيسور بقاط على ضرورة عدم تكرار الأخطاء المرتكبة في الموجة الثالثة التي كانت الأعنف والأشد خطورة منذ بداية انتشار الجائحة في الجزائر، مضيفا أن عدم التحضير المسبق للموجة ونقص الإمكانيات جعلنا ندفع الثمن ونعيش أزمة حادة في الأوكسجين والضغط الكبير الذي عاشته المصالح الطبية.
بقاط: مستشفى خاص بمرضى كوفيد
ويرى رئيس عمادة الأطباء الجزائريين، أن الوقت المناسب لتخصيص مستشفى خاص بالتكفل بمرضى كوفيد، وهو ما كشف عنه وزير الصحة من أجل تخفيف الضغط على المصالح الطبية الأخرى، مشيرا إلى ضرورة التسريع في تجسيد المشروع على أرض الواقع وعدم الاستعانة في كل مرة بالاختصاصات الأخرى التي تتسبب في إهمال التكفل ببقية المرضى.
وذكر أهم الإجراءات الاحترازية التي تساهم في الحد من مخاطر انتشار الفيروس والمتمثلة في فرض الجواز الصحي لدخول الملاعب والأماكن العامة المكتظة وتكثيف حملات التوعية والومضات التحسيسية عبر وسائل الإعلام والاستعانة بشخصيات مؤثرة لتحسيس المواطنين بضرورة أخذ اللقاح ومواصلة العمل الميداني بالتنسيق مع مختلف الهيئات والقطاعات من أجل بلوغ هدف تلقيح أكبر عدد من المواطنين.
في ذات السياق، أكد البروفيسور بقاط أن الحملة الوطنية للتلقيح سجلت أخفاقا كبيرا بسبب التراخي في الأنشطة التحسيسية والتي أدت الى تأخير وثيرة التلقيح وعدم تحقيق هدف اكتساب المناعة الجماعية بالرغم من توفر اللقاحات بالكميات الكافية ووجود عدة طرق لدفع المواطنين على أخد اللقاح.
تلقيح الأطفال ضروري
وأضاف أن التوجه نحو تلقيح الأطفال ضد فيروس كورونا ضروري بعد تسجيل عدة إصابات هذه هذه الفئة خاصة المتمدرسين الأكثر عرضة للاصابة بالفيروس ونقله الى الآخرون متوقعا أن يتأخر قرار تلقيح الأطفال كون الأولوية للأشخاص الراشدين والعملية ما تزال ضئيلة ولم تصل الى نسبة التلقيح المرجوة بالاضافة الى عدم توفر الجزائر على جرعات اللقاحات المخصصة للأطفال والتي تختلف عن الموجهة للكبار.