تتواصل الاحتجاجات الشعبية بالمملكة المغربية، رغم الحصار الأمني الرهيب للقوات المخزنية، لإخماد غضب الشارع، الذي يمتد يوما بعد يوما، رفضا لسياسة المخزن، ولاستقدام الكيان الصهيوني عبر اتفاقيات تطبيعية تهدد أمن المنطقة و استقرارها ، كل هذا في وقت يتكبد فيه الجيش الملكي المغربي خسائر فادحة في الصحراء الغربية المحتلة على يد الجيش الصحراوي الذي استأنف الكفاح المسلح منذ 13 نوفمبر 2020.
وتوسعت “انتفاضة الغضب الشعبي ” في المغرب، الايام الاخيرة، لتشمل المزيد من المدن والقطاعات الاخرى، رغم أن النظام المغربي سخر كل أجهزته الأمنية، لقمع هذه الاحتجاجات، التي تتنامى بشكل كبير، و تهدد بالمزيد من التصعيد في الايام المقبلة.
كما تتنامى هذه الاحتجاجات الشعبية، رغم حالة الطوارئ الصحية، التي يتفنن نظام المخزن في استغلالها، للتضييق على الحريات وانتهاك حقوق الانسان، حيث أبدعت الجماهير الشعبية المغربية في الاساليب النضالية، وتحدي القوات القمعية.
ويرفع المتظاهرون في مختلف وقفاتهم الاحتجاجية، شعارات تندد بـ”القمع والاستبداد والفساد”، وتشتكي من “تدهور القدرة الشرائية “، جراء الفقر المدقع الذي أصبحت تعاني منه أغلب العائلات المغربية، مقابل طبقة برجوازية تحتكر الثروة، وفرت لها الحكومة المغربية كل سبل الثراء الفاحش.
وفي هذا الاطار، تواصل الجماهير الطلابية بمختلف الجامعات المغربية حركتها الاحتجاجية منذ أسابيع عبر مسيرات حاشدة، ليلا ونهارا ، ناهيك عن مقاطعة الدراسة والاضراب عن الطعام في بعض الجامعات، مؤكدة على تمسكها بإسقاط كل القرارات التصفوية والتعسفية، بحق ابناء الشعب المغربي المسحوق، خاصة ما تعلق بالسياسة الانتقائية في التوظيف، وبتسقيف سن الترشح لمسابقات التعليم بـ30 سنة.
وفي وقت كان الطلبة ينتظرون الاستجابة لمطالبهم المشروعة، فاجأتهم السلطات المغربية بقرارات جديدة مشبوهة تقضي ب” التعليم و اجراء الامتحانات عن بعد”، و هو ما زاد من غضب الطلبة، الذي صعدوا من حركتهم الاحتجاجية رغم كل ما يتعرضون له من قمع.
و تجاوزت هموم الطلبة المغاربة، المطالب البيداغوجية الى المطالب السياسية، حيث دوت في عدد من جامعات المملكة شعارات، ” عاش الشعب .. عاش الشعب”، “فخامة الشعب .. فخامة الشعب” ، “هي كلمة واحدة .. هذه الدولة فاسدة”..”الوطن ليس للبيع” ، ” الحرية و الكرامة”،” يا جماهير ثوري ثوري .. على السادس الدكتاتوري”.
وقطاع الصحة هو الاخر ليس بأحسن حال من قطاع التربية، حيث عرف احتجاجات عارمة ، الايام الماضية بعد أن أعلنت 4 نقابات الدخول في اضراب وشل المستشفيات، و رفع عمال قطاع الصحة شعارات متعددة مثل “.. الوزارة مافيا.. “، “حرية ..كرامة.. عدالة اجتماعية”، ” حقوقي حقوقي دم في عروقي و لو اعدموني “.
من جهتهم، يواصل المحامون بالمملكة المغربية حركتهم الاحتجاجية، رفضا لإلزامية جواز التلقيح للدخول الى المحاكم، حيث رفعوا شعارات القرار “إهانة غير مقبولة”، وحملوا وزير العدل المغربي مسؤولية ما يحدث.
من جانبهم، يواصل الاساتذة الذين فرض عليهم التعاقد بالمملكة، احتجاجاتهم، لإجبار وزارة التربية على اسقاط الية التعاقد وادماجهم في الوظيفة العمومية، كما عبروا عن رفضهم القاطع لتسقيف سن اجتياز مباريات التعليم ب 30 سنة. كما يواصل البطالون من حملة الشهادات في المغرب، حركتهم الاحتجاجية ضد البطالة والغلاء الفاحش في الاسعار، و تنامي مظاهر الفساد، و يصرون على التظاهر، رغم “القمع الممنهج ” الذي تتعرض له مختلف وقفاتهم السلمية ، بما فيه الاعتداء الجسدي و الاعتقال.
حرب ضروس في الصحراء الغربية وفرار الشاب المغربي من الخدمة العسكرية
وتكاد أزمات نظام المخزن لا تنتهي، خاصة بعد التطبيع مع الكيان الصهيوني المحتل، ورفض الشعب المغربي لكل الاتفاقيات التطبيعية، حيث انتفض أحرار المغرب منذ أول يوم من الاعلان عن التطبيع، ضد القرار الانفرادي لنظام المخزن.
و خرج الالاف من المغاربة، في العديد من المناسبات في مسرات حاشدة، رافضا للتطبيع، وتنديدا ببيع القضية الفلسطينية، والتحالف مع الكيان الصهيوني المجرم ، للتآمر على المنطقة المغاربية، خاصة الجزائر التي تشكل حصن “ممناعة” ضد تغلغل الكيان الاسرائيلي في افريقيا .
وموازاة مع ذلك، يعاني نظام المخزن الأمرين في الصحراء الغربية المحتلة، جراء الحرب المستعرة هناك، منذ استئناف الجيش الصحراوي للكفاح المسلح في 13 نوفمبر 2020، ردا على الخرق المغربي السافر ، لاتفاق وقف اطلاق النار بالثغرة غير الشرعية بالكركرات.
و رغم محاولات النظام المغربي التكتم على الخسائر البشرية و المادية، الا ان الجيش الصحراوي يؤكد، أن الخسائر الجيش المغربي، فادحة ولم يعد بإمكانه تحملها، ما يفسر فرار الجنود المغاربة من ساحات القتال، و فق ما تؤكده العديد من التقارير.
ولمواجهة نقص الجنود في الجيش الملكي ، لجأت الحكومة المغربية الى فرض الخدمة العسكرية مجددا ، غير أن عشرات الشباب المغاربة فضلوا المجازفة بأرواحهم، ومحاولة التسلل الى الجيب الاسباني سبتة ومليلية، هربا من المشاركة في حرب لا
ناقة لهم فيها ولا جمل.
في المقابل، وثقت عدسات الكاميرات، توافد منقطع النظير للشباب الصحراوي على مراكز التجنيد في الجيش الصحراوي منذ أول يوم من استئناف الكفاح المسلح، للمشاركة في الحرب التحريرية الثانية، لانتزاع حق شعبهم في تقرير مصيره وبناء دولته المستقلة على كامل اراضيه المحتلة، وفق ما تنص عليه الشرعية الدولية.
وفي هذا الصدد، أكدت مستشارة الرئيس الصحراوي النانة لبات الرشيد في تصريح ل/ واج، أن الاحتلال المغربي يوجد في وضع لا يحسد عليه، فمن جهة الاحتجاجات المتصاعدة في العديد من المدن المغربية، ومن جهة أخرى ، بداية انهيار مسلسل التعتيم الإعلامي للحرب في الصحراء الغربية، جراء ضربات الجيش الصحراوي المتواصلة “،كلها أوضاع، تضيف، ” تضع النظام المغربي في عنق الزجاجة”.
وتابعت تقول، ” الفشل المغربي الكبير في القضاء على الشعب الصحراوي وتحييد قضيته من واجهة الأزمات الدولية، دفعه إلى التطبيع العلني مع أكبر أعداء الأمة العربية والإسلامية،الكيان الاسرائيلي”، مشيرة الى أن ” هذا التطبيع المخزي، والذي توج باتفاق الدفاع المشترك بينه وقتلة الشعب الفلسطيني، أسقط آخر أوراق التوت عن سوأة نظام الاحتلال المغربي التوسعي، وأظهر وجهه الحقيقي لكل العالم ووضعه في مواجهة شعبه الرافض التطبيع وهدر أمواله في حروب لا ناقة للشعب المغربي فيها ولا جمل “.
و امتدت متاعب النظام المغربي خارجيا مع الاخفاقات الدبلوماسية المتواصلة، ومحاولته ابتزاز كبرى دول العالم، للتمرد على الشرعية الدولية والاعتراف بسيادته المزعومة على الصحراء الغربية، و حذو نفس نهج ترامب، وهو ما رفضته كبرى دول العالم، اضافة الى الادارة الامريكية الجديدة بقيادة جو بادين، التي تؤكد على تمسكها بالمسار السياسي الذي تقوده الامم المتحدة، لتسوية النزاع في الصحراء الغربية.