لم تمر سنة 2021، دون أن تتخذ الجزائر قرارات سيادية، وهي سنة تحركت فيها خيوط مؤامرات استهدفت استقرارها..
اتخذت الجزائر طيلة سنة 2021، قرارات كان لها أثر واضح على الوضع الإقليمي، لاسيما ما تعلق بالحدود الغربية، بعد إبرام المغرب اتفاقيات ثنائية مع الكيان الصهيوني.
قطع العلاقات مع المغرب
ومن أجل حماية حدودها وأمنها القومي، قررت الجزائر يوم 24 أوت المنصرم، قطع علاقاتها الدبلوماسية مع المملكة المغربية، بسبب أعمال عدائية قامت بها الرباط ضدها.
وقدم وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، في ندوة صحفية نشطها يوم ثلاثاء، الأسباب التي جعلت الجزائر تتخذ هذا القرار.
ومن أهم الحجج جعل المغرب أراضيه قاعدة خلفية لاعتداءات ممنهجة ضد الجزائر، خاصة تلك التصريحات العدائية التي أطلقها وزير صهيوني ما شكل انتهاكا لمعاهدة حسن الجوار.
ومن بين الأسباب التي جعلت الجزائر تنهي علاقاتها الثنائية مع الجارة الغربية، تعاون هذه الأخيرة مع منظمتين مصنفتين إرهابيين في الجزائر وهما “ماك” و”رشاد”، بطريقة زادت من عدائية المغرب حيال الجزائر.
غلق المجال الجوي..
مع استمرار استفزازات نظام المخزن للجزائر، قرر رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، يوم 22 سبتمبر الماضي، غلق المجال الجوي أمام الطائرات المغربية، مدنية كانت أو عسكرية.
وجاء القرار السيادي، بعد اجتماع المجلس الأعلى للأمن، يوم أربعاء من شهر سبتمبر المنقضي، وشمل الإجراء كل الطائرات التي تحمل رقم تسجيل مغربي، ابتداء من اليوم ذاته.
غلطة ماكرون..
ولأن الجزائر تستهدف جعل علاقاتها الدبلوماسية مع فرنسا، قائمة على الندية والاحترام المتبادل، قررت استدعاء سفيرها من باريس، يوم 2 أكتوبر، بعد تشكيك الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بوجود أمة جزائرية قبل الاستعمار الفرنسي للجزائر سنة 1830.
وجاء قرار الدولة على خلفية التصريحات غير مكذّبة من عديد المصادر الفرنسية ومنسوبة للرئيس الفرنسي، حيث رفضت الجزائر رفضًا قاطعًا أيّ تدخّل في شؤونها الداخلية التي جاءت في تلك التصريحات.
وأشارت رئاسة الجمهورية، في بيانها، إلى أن التصريحات غير المسؤولة حملت مساسًا غير مقبول بذاكرة 05 ملايين و630 ألف شهيدا منذ المقاومات الشجاعة للاستعمار الفرنسي وخلال الثورة التحريرية المظفّرة.
وشدد الجزائر على أن جرائم فرنسا الاستعمارية في الجزائر والتي لم تعترف بها رغم أنها لا تقبل أيّ تأويل، تشكّل القواعد الأساسية لحرب الإبادة.
الطائرات العسكرية الفرنسية ممنوعة
وبين كل هذا، أعلن ناطق باسم هيئة الأركان العامة الفرنسية، يوم الأحد 3 أكتوبر، أن الحكومة الجزائرية حظرت على الطائرات العسكرية الفرنسية التحليق فوق أراضيها.
وتستخدم باريس المجال الجوي الجزائري، لدخول ومغادرة منطقة الساحل حيث تنتشر قواتها في إطار عملية برخان، المتعلقة بمكافحة الإرهاب الذي تتحجج به فرنسا.