تميزت سنة 2021، بكثرة الأخبار الكاذبة والمغلوطة، خاصة ما تعلق بقطاع الصحة وبالتحديد مخلفات جائحة كورونا.
أثرت أزمة كورونا سلبا على قطاع الصحة في الجزائر، ما أدى إلى انتشار الـ“فايك نيوز” بشكل كبير في منصات التواصل الاجتماعي.
وتسببت هذه الإشاعات طيلة سنة 2021 في مشاكل لقطاع الصحة وافتعلت أزمات كبيرة أثرت سلبا على قطاع الصحة والمرضى وقطاعات أخرى.
واستثمرت مجموعات وصفحات بمنصات التواصل الاجتماعي، في أزمة كورونا لنشر معلومات لا أساس لها من الصحة لأغراض، منها ما هو مجهول المصدر، ومنها ما هو معلوم.
ومع بداية سنة 2021، باشرت الجزائر عملية التلقيح ضد كورونا، بمجرد انطلاق العملية، غزت فايسبوك معلومات كاذبة، حول خطورة اللقاح ومخلفاته.
اللقاح والعقم..
وتداولت صفحات كبرى ومجموعات فايسبوكية، معلومات تفيد أن “اللقاح يسبب العقم”، ما جعل كثيرون يتخوفون ويتراجعون عن أخذ اللقاح.
ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، ولكن الاشاعات تخطت ذلك، وشككت في عدد اصابات كورونا في الجزائر بأنها أضعاف مضاعفة لما يُعلن عنه يوميا من طرف الجهات الوصية.
وتزايدت الأخبار المنتشرة في هذه المنصات دون مصدر أو أساس للصحة، لتطال المستشفيات وعدد الأسرة وانقضاء الأكسجين وأدوية خاصة بالبروتوكول العلاجي لكورونا “لوفينوكس”، مكونة أزمة حقيقية في قطاع الصحة في أوج الموجة الثالثة لكورونا في الجزائر.
ولتضخيم الأوضاع أكثر، تداول كثيرون إشاعات حول تجديد اجراءات الحجر الصحي وتشديده بعد قرار رفعه ومنع التنقل بين الولايات وغلق المرافق العمومية والعودة إلى غلق المجال الجوي.
وأمام هذا الوضع، حذر وزير الصحة في معظم خرجات وتصريحاته، من الانسياق وراء ما ينشر في فايسبوك دون مصدر رسمي.
وحذرت وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، من ما أسمته “الأخبار المغلوطة والشائعات الكاذبة”.
وقالت الوزارة في بيان، إن “الأخبار المغلوطة والإشاعات الكاذبة تشكل العائق الأكبر لسير عملية مكافحة فيروس كورونا في العالم عموما وفي الجزائر”.
ونبهت الوزارة إلى أن “أشخاصا ومجموعات عديمة الضمير عمدت واتخذت من منصات التواصل الاجتماعي واليوتيوب وسيلة لها “لتنفث سمومها”.
وأكد المصدر أن غاية هذه المجموعات “زرع الريبة والذعر والكسب القذر، بالترويج للأكاذيب وزرع الصدمة في نفسية المواطن، الذي هو في أمس الحاجة إلى زرع البسمة والطمأنينة خصوصا في هذا الظرف الصحي الاستثنائي”.
ودعت المواطنين إلى توخي الحذر والحيطة لما يشاع عبر مواقع التواصل الاجتماعي، الغير رسمية، من أكاذيب ومغالطات.
محاولات في التربية..
ورغم تلك التحذيرات، ألقت أزمة كورونا، بظلالها على قطاعات أخرى مثل التربية، التي عرفت تداول أخبار حول توقف الدراسة بسبب الجائحة، تمديد العطلة بسبب الموجة الرابعة، الغاء الامتحانات الرسمية غيرها، تلقيص السنة الدراسية لفصلين بدل ثلاثة.
وفي كل مرة كانت وزارة التربية تصدر بيانات تكذيب ونفي لمثل هذه الإشاعات في موقعها الرسمي وبصفحتها في فايسبوك، مؤكدة أن الاخبار الرسمية تنشر عبر وسائط الالكترونية لا غير.
افتعال أزمة جديدة
لم تتوقف الاشاعات عند هذا الحد، بل تجاوزت ذلك بكثير، منذ اشتدت أزمة كورونا في الجزائر بحر سنة 2021، افتعلت أزمة جديدة في قطاع التجارة، تمثل في ندرة زيت المائدة ونقص كبير في عدد من المواد الأساسية وارتفاع أسعار البطاطا.
ويتسمر مسلسل الأخبار الكاذبة في الجزائر، ببروز “فايك نيوز” جديد، لكن سرعان ما يسقط في وادي النسياق، طالما ان “حبل الكذب قصير”..