عاش قطاع الصحة في 2021، سنة صعبة جدا بسبب فيروس كورونا، تخللتها العديد من المشاكل والأزمات.
لم تمر هذه السنة بردا وسلاما على قطاع الصحة في الجزائر، بسبب الجائحة رغم مجهودات الجيش الأبيض وما قدمه من تضحيات.
أرقام قياسية لكورونا..
مع بداية الأسبوع الأول من شهر جويلية 2021، عرفت الجزائر انتشارا واسعا لفيروس “دلتا”، بنسبة 71 % من بين الفيروسات.
وتوقع معهد باستور أن تبلغ نسبة انتشاره أكثر من 90 في المائة اسابيع بعدها، وأعلنت الوزارة دخول البلاج في موجة ثالثة من كورونا شهر جويلية.
وفي 28 جويلية 2021 سجلت الجزائر رقما قياسيا في إصابات كورونا وصلت 1927 حالة، ووفاة 49 مريض في 24 ساعة.
فاتورة باهظة
ومع ارتفاع عدد الإصابات وتفاقم الوضع الصحي، خسر الجيش الأبيض عددا من جنوده الشجعان، كانوا في الصفوف الأولى لمجابهة الوباء.
ودفع الجيش الأبيض فاتورة غالية، بخسارته الكثير من الأطباء والمهنيين في قطاع الصحة وآلاف الإصابات لحد اليوم.
وخسرت الجزائر 6213 شخصا من أبنائها بسبب كورونا منذ بداية الوباء، وبلغ العدد الإجمالي للإصابات ما يفوق 215723 حالة ومجموع المصابين المتماثلين للشفاء ما يفوق 148406 حالة.
أزمات قاسية..
وعرف قطاع الصحة في الجزائر في 2021، أياما عصيبة بسبب تفاقم انتشار فيروس كورونا.
وعانى القطاع من عديد المشاكل والأزمات أبرزها ندرة حقن “لوفينوكس” التي تستخدم للوقاية من تجلط الأوردة الدموية العميقة والتي تستخدم في علاج مرضى الكوفيد.
ومع بداية الموجة الثالثة، ظهرت أزمة جديدة تتعلق بنقص الأكسجين بالمستشفيات، ما اضطر المواطنون للبحث عن قارورات الأكسجين في المصانع لإنقاذ مرضاهم بها.
رحلة البحث عن قارورة أوكسجين أو مكثف أوكسجين ينقذ حياة، تحولت إلى هاجس يرافق عائلات المرضى لأسابيع طويلة.
ومع اشتداد انتشار الوباء وازدياد عدد المرضى، أصبح الظفر بسرير في المستشفى حلم يسعى وراءه أهالي المرضى.
وأمام هذا الوضع لجأت الوزارة إلى إلغاء جميع العمليات والمصالح وإدماجها مع مصالح فيروس كورونا لتغطية العجز في تلك الفترة.
أزمتين في أزمة..
يرى المدير العام للوكالة الوطنية للأمن الصحي، كمال صنهاجي، أن أسباب مشاكل قطاع الصحة بالجزائر رغم الميزانية الضخمة متعددة ويتقدمها غياب التنسيق.
ولدى نزوله ضيفا على منتدى “مواقع الشعب الإلكترونية”، قال البروفيسور صنهاجي، إن قطاع الصحة يعيش أزمتين في أزمة، الأزمة الأولى هي تسيير الوضع الناتج عن متحور “دالتا” التي لم يبلغ الذروة، وأزمة الثانية في توقع وإدارة انتشار “أوميكرون”.
تعليمات صارمة..
أسدى رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، تعليمات صارمة بشأن قطاع الصحة وبالأخص الوضع الوبائي في الجزائر.
وأمر الرئيس في اجتماع مجلس الوزراء، أبرزها كانت بإطلاق عملية كبرى لصيانة وتجديد منشآت وأجهزة الإمداد بالأوكسجين في المؤسسات الطبية، وتحسين تسيير مخزون وإنتاج الأكسجين والتحلي بالهدوء.
وأعطى تعليمات بخصوص تحسين الخدمات في المستشفيات وتوفير كل المستلزمات للتكفل بالمرضى.
وأسدى وزير الصحة، عبد الرحمن بن بوزيد، تعليمات لمدراء الصحة للعمل على “عدم تكرار الأخطاء والنقائص” التي سجلها القطاع سابقا.
انجازات…
من بين أبرز الايجابيات التي سجلها الجانب الصحي في الجزائر خلال سنة 2021، انطلاق إنتاج أول دفعة من لقاح “كورونافاك” الجزائري بالمصنع المخصص له لمجمع “صيدال” في ولاية قسنطينة.
وأعلن الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، في لقاء الحكومة مع الولاة والذي جرى بقصر الأمم عن إنتاج أول لقاح مصنوع بالجزائر ضد فيروس كورونا من مصنع صيدال قسنطينة، يوم 29 سبتمبر2021.
ومن بين أبرز ما حققه الجيش الأبيض تغلبه على الموجة الثالثة التي كانت من أخطر الموجات التي عاشتها الجزائر.