أعلنت دول عديدة حول العالم عن إجراءات وقائية جديدة لمواجهة انتشار الوباء، إذ قررت واشنطن التحرك وهي تعول على زيادة الفحوص وتسريع وتيرة التلقيح.
وبينما اكتفى الرئيس الأمريكي جو بايدن، بدعوة مواطنيه لتلقي اللقاحات معتبرا الأمر “واجبا وطنيا” أملا بتسريع وتيرة التطعيم مع زيادة الفحوص، قررت أوروبا تشديد القيود.
وأشار الرئيس الأمريكي، إلى وجود “ثلاثة اختلافات رئيسة” حالية مقارنة بمرحلة بداية الجائحة، تتضمن توافر اللقاحات بجانب وفرة معدات الحماية الشخصية لمقدمي الرعاية الذين يتعين عليهم التعامل مع تدفق الأشخاص غير الملقحين إلى المستشفيات فضلا عن وجود المعرفة المتراكمة حول هذا الفيروس.
من جانبها، قررت الحكومة البلجيكية تشديد القيود في البلاد لمواجهة انتشار فيروس كورونا. وقال رئيس الوزراء ألكسندر دي كرو – في مؤتمر صحفي – إن بلاده سجلت أعلى محصلة إصابات بالفيروس في أوروبا “ولهذا السبب قررنا اتخاذ إجراءات أكثر صرامة”.
وأشار دي كرو، إلى أن جزءا كبيرا من التدابير الجديدة يتعلق بالتعليم وأطفال المدارس حيث تم فرض إلزامية ارتداء الكمامات على الأطفال الذين تزيد أعمارهم على 6 سنوات عندما يكونون في الأماكن العامة بما في ذلك الفصول الدراسية.
كما أعادت السلطات الفرنسية من جهتها، فرض إلزامية ارتداء الكمامة في الأماكن المفتوحة اعتبارا من الجمعة في كل من باريس ومدينة ليون.
وفي بريطانيا، قال رئيس الوزراء بوريس جونسون، إن بريطانيا في موقع أفضل ولا يقارن بما كانت عليه في مثل هذا الوقت من العام الماضي. وحث جونسون البريطانيين على إجراء فحوص كورونا قبل مخالطة الآخرين، محذرا من التحديات التي يمثلها المتحور أوميكرون في ظل ارتفاع أعداد الحالات المنقولة إلى المستشفيات.
وسط هذه التطورات، قال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبرييسوس: “إذا أردنا إنهاء الجائحة في 2022، يجب أن ننهي انعدام المساواة في اللقاحات) عبر ضمان تطعيم 70 في المئة من السكان في كل بلد بحلول منتصف العام”.
كما أعرب غيبريسوس، عن أمله في القضاء على الوباء خلال العام الجديد، بشرط أن تعمل الدول معا لاحتواء انتشاره، محذرا من “تكديس اللقاحات” بكميات تفوق حاجة الدول.
وأشار غيبريسوس، إلى توفر المزيد من الأدوات الآن للتعامل مع (كوفيد-19)، وأضاف قائلا: “عام 2022 تلتزم منظمة الصحة العالمية بذل كل ما في وسعها للقضاء على الجائحة”.
وحذر العالم الأميركي البارز أنتوني فاوتشي، من أن أوميكرون “ينتشر” في كل أنحاء العالم في حين بدأت أوروبا فرض القيود لمكافحة الفيروس الذي يتفشى فيها بشكل متسارع.
وقال فاوتشي – وهو مستشار البيت الأبيض للأزمة الصحية – لشبكة “سي إن إن”: إن “هذا الفيروس غير عادي” في إشارة إلى سرعة انتشار أوميكرون، مضيفا أن هذا المتحور سيصبح مهيمنا و”سنواجه أسابيع أو أشهرا صعبة مع دخولنا في عمق فصل الشتاء”. وصرح أن المتحور ينتشر “بسرعة حقا في كل أنحاء العالم وبلا أدنى شك في بلدنا”.
وفي سياق متصل، حذرت ميجان راني، أستاذة طب الطوارئ بكلية الصحة العامة في جامعة براون الأمريكية، من أن الزيادة الكبيرة في حجم الإصابات بمتحور أوميكرون في الولايات المتحدة قد يغير نمط الحياة اليومية للعديد من الأمريكيين خلال الشهر الأول من العام الجديد.
وقالت إن: ” متحور أوميكرون صار موجودا في كل مكان وما يقلقني خلال الشهر المقبل أن الاقتصاد الأمريكي يتجه نحو الإغلاق ليس بسبب سياسات تتخذ على مستوى الحكومة الفيدرالية أو حكومات الولايات وإنما بسبب أن العديد من الأمريكيين صاروا مرضى”.
من جهة اخرى، أعلن في أواخر ديسمبر الماضي عن إلغاء 11 ألفا و500 رحلة جوية منذ الجمعة الماضي وأرجئت عشرات آلاف الرحلات في نهاية العام وهي الفترة التي عادة ما تكون الأكثر ازدحاما خلال العام، وتقول العديد من شركات الطيران إن ذلك يعود بشكل كبير إلى انتشار المتحور أوميكرون بين الطواقم.
ويواجه العالم، منذ يناير 2020، أزمة صحية مزمنة ناجمة عن تفشي عدوى فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) الذي بدأ انتشاره من مدينة ووهان الصينية وأدى إلى خسائر ضخمة في كثير من قطاعات الاقتصاد، خاصة النقل والسياحة والمجال الترفيهي وانهيار البورصات العالمية وتسارع هبوط أسواق الطاقة. (وأج)