«بيت الشعر الجزائري» من المؤسسات الثقافية التي أثبتت جدارتها في الميدان، فقد أصبحت بيتا حقيقيا يجمع كلّ الشعراء الجزائريين، ورفعت الغبن عن كثيرين ظلوا يقرضون الشعر في صمت دون أن يأبه بهم أحد..
ولم نشكّ مطلقا في المبادرة منذ تأسيسها أول مرّة، فقد ترأسها الشاعر الجزائري المقتدر، سليمان جوادي، وتولى الأمانة العامة الشاعر الكبير عاشور فنّي، وهذان اسمان كبيران من الأسماء التي أضافت إلى المشهد الثقافي الجزائري ما يعتزّ به، وللمشهد العربي عموما ما يفخر به..
ولقد أسعدنا كثيرا خبر الفتح الذي تحقق لـ «بيت الشعر الجزائري»، فقد اقتحم ميدان النشر، وافتتح باكورة منشوراته بثلاثة أعمال تكون لها ثمراتها على المشهد كلّه، ولسنا نرجو في كلّ هذا، سوى احتضان الآمال المشرقة التي يحققها البيت؛ ذلك أن ما تحقق لهذه المؤسسة الفتية، بفضل نشاط مؤسسيها، ليس سوى انتصار جديد للجزائر..
ربّما يبدو كلامنا هذا نوعا من الخيال، بالنظر إلى ما بلغنا من انغماس فيما نصفه بأنه «العلوم والتكنولوجيا»، غير أن الخيال الحقيقي، لا يلبث أن يتجلى أمام الناظرين حين يكتشفون بأن التكنولوجيات الحديثة لا يمكن أن تقوم مقام الإنسان، وأن كل نجاح في مجال العلوم الدقيقة إنما يتأسس في حاضنة العلوم الإنسانية، إذ يستحيل الاختراع دون خيال مجنّح، وحسّ مرهف، وهذا بالضبط ما تزرعه الآداب في عمق نفس الإنسان..
لسنا هنا لنبحث عمّا يقنع بأن الشعر والأدب ضروريان للحياة، فنحن نقصد بالدّرجة الأولى إلى الاحتفاء بجهد «بيت الشعر الجزائري»، ونعلم أنّه يكابد الصعاب وحده؛ وعلى هذا، ندعو جميع الصالحين إلى الالتفاف حول جهد الإنسان.. ويكفينا من هذا البيت أنّه قدم مثالا حيّا عن النجاح، حين وضع القوس بيد باريها.. هذا كاف جدّا..