أكّد المتدخّلون خلال النّدوة التي نظّمت بمركز «الشعب» للدّراسات والبحوث، بعنوان «مستقبل الأزمة في ليبيا»، بحضور سفير الجزائر في ليبيا سابقا بوشة صالح وأساتذة ودكاترة جامعيّين، أنّ المقاربة الجزائرية تعد المرجع الأساسي لتسوية الأزمة الليبية، خاصة ما تعلق بحوار سياسي ليبي-ليبي تحت رعاية الأمم المتحدة.
وأشار المتدخلون إلى أن المقاربة الجزائرية تفضي إلى بناء مؤسّسات شرعية وموحّدة عبر انتخابات نزيهة وشفافة تقود ليبيا إلى بر الأمان بعد سنوات من الفوضى والدمار.
قال سفير الجزائر في ليبيا سابقا بوشة صالح، إنّه لا يتصوّر حلاّ في ليبيا بدون الجزائر باعتبار أن الجزائر مرتبطة بليبيا جغرافيا وسياسيا وثقافيا، وتحمل في رؤيتها الكثير من جوانب حل الأزمة الليبية، وسيكون من المهم إدراك أنّ الحل الحقيقي القابل للتطبيق يجب أن يبنى على ثوابت الشعب الليبي، مؤكّدا أنّ المقاربة الجزائرية التي ترافع من أجل إجراء انتخابات، وبناء مؤسّسات شرعية في الجارة ليبيا، هي أساس حل الأزمة الليبية.
وأضاف الدبلوماسي الجزائري، خلال مداخلته أمام الحضور، أنّ الجزائر عملت مند البداية بل كانت السباقة تسعى للحفاظ على وحدة تراب ليبيا وسيادتها، وكذا إشراك كل أطراف الشعب الليبي في الحوار، وهو ما جاء به مؤتمر برلين، مؤكّدا أنّه لا وجود لأطماع للجزائر في ليبيا مقارنة ببلدان أخرى، وأن التخلص من الأزمة يجب أن يكون بإنهاء التدخلات الأجنبية التي سعت إلى فقد الثقة بين مكونات الشعب الليبي، وهذا من خلال قرار سيادي يجمع كل الشعب الليبي، وهذا يتطلّب نوعا من التواصل من خلال تجسيد المصالحة الوطنية ضمن حوار داخل المؤسسات، دون أن ننسى ضرورة تعزيز الدور الحيوي لدول الجوار في مساعدة الأشقاء الليبيين على تجاوز هذه المرحلة برعاية الأمم المتحدة وبدعم المجموعة الدولية.
من جهته، أكّد الأمين العام لمجلس الشورى لاتحاد المغرب العربي، سعيد مقدم، أنّ ليبيا تعيش أزمة مركبة على جميع الأصعدة، ما يجعل مسار التسوية صعبا، وأكبر دليل هو تأجيل الانتخابات التي كانت مقررة يوم 24 ديسمبر الفارط بالنظر لغياب قانون الانتخابات ودستور ينظم العملية، وهي المعطيات التي تدل على أن مصالح الدول الكبرى لم تتفق بعد على نوع بناء الدولة الجديدة في ليبيا ومن يحكمها بسبب التجاذبات والصراعات بين الدول على غرار بريطانيا التي تؤدي دورا دوليا بواسطة أطراف أخرى، مع تراجع وغياب التنسيق العربي في حلحلة الأزمة الليبية.
وفي حديثه عن مستقبل الأزمة، أكّد مدير المعهد الوطني للدراسات الإستراتيجية الشاملة عبد العزيز مجاهد، ضرورة توسيع الرؤية ليس فقط بالنسبة للأزمة الليبية فحسب بل يجب أن تشمل كل المنطقة بدءاً من المحيط الأطلسي وصولا إلى أفغانستان، وهي المنطقة التي يعتبرها أو يطلق عليها الغرب والقوى المهيمنة إن صح التعبير لقب قوس الأزمات بسبب ما حدث فيها من أحداث مسّت عدة بلدان أو جمهوريات، وأن نستخلص الدروس، داعيا الفرقاء الليبيين إلى توحيد الرؤية من أجل بلوغ الهدف، والاقتداء بالثورة الجزائرية التي تمكّنت الوصول إلى المبتغى بعد توحيد الرّؤية خلال سبعة سنوات من الكفاح.