حظي المنتخب الوطني لكرة القدم بالألقاب والإعجاب، ولقد أفعم صدورنا سعادةً أمس، تتويجُه بلقب «أفضل منتخب عربيّ» من قِبل منظّمي جائزة محمد بن راشد آل مكتوم للإبداع الرياضي، وما زال يحقّق من الإنجازات ما يبهر كل المتتبعين الرّياضيين في العالم، ويضفي على حياة الجزائريين كثيرا من الفرح..
ولا شكّ أنّ الجزائريين جميعا يدركون أنّ النجاح الذي يحقّقه المنتخب الوطني إنّما يعود إلى نقطتين اثنتين فقط: «الكفاءة» و»الالتزام»، فهما خصيصتان نراهما عيانا، ونرى ما ينتجان من ثقة رفيعة، وأخلاق عالية، وجمال مبهر يفرض احترام المنافس، ويقدّم صورا نموذجية عن روعة الأداء، وبراعة الإتقان، والاستماتة في الدّفاع عن الألوان الوطنية..
يكفينا من المنتخب الوطني اليوم، أنّه قدّم البراهين الحيّة على أنّ الإشكالية ظلّت دائما تطرح على مستوى «الكفاءة»، وليست – كما قدّر لها العقل المسحور – في لبس «الأخضر» أو «الأبيض»، ولا في اصطحاب مشعوذ (مقتدر) إلى أرض الميدان؛ فـ «الرّجّالة» يأخذون مصيرهم بأيديهم، ويعملون من أجل أن يكون أفضل، ولا ينتظرون مطلقا (ضربة الحظّ) أو (تعزيمة ساحر)، فالدنيا –على رأي شوقي– تؤخذ غلابا، وليس بقراءة النجوم.
يكفينا من المنتخب الوطني الجزائري أنّه لم يترك حجّة لـ»العقل السحري» كي يتواصل، فالمسألة متعلقة حصرا بـ»الكفاءة»، وهي ما ينبغي البحث عنه، وتثمينه وتحميله مسؤولية تحقيق النجاح في جميع القطاعات، فهي مصنع «الفاعلية»، وهي وحدها التي تكفل تحقيق نتائج في المستوى