أكد مشاركون في منتدى الذاكرة، اليوم السبت، أن محمد بلوزداد “كان له فضل كبير” في اندلاع الثورة التحريرية التي ولدت من رحم المنظمة السرية التي أنشأها.
احتضنت يومية المجاهد اليوم السبت منتدى ذاكرة نظمته جمعية “مشعل الشهيد”، حول موضوع تأسيس المنظمة الخاصة تكريما للفقيد في ذكرى رحيله الـ 70.
واستعرض الأستاذ والباحث في التاريخ عمار رخيلة المسار النضالي لمحمد بلوزداد الذي كان أول مؤسس ومسؤول عن المنظمة الخاصة.
وتولى بلوزداد مسؤولية لجنة شباب بلكور التابعة لحزب الشعب وكان من منظمي مظاهرات ماي 1945 في الجزائر مما جعله محل متابعة من قبل الشرطة الاستعمارية ليضطر الى الاستقرار في قسنطينة.
وأضاف المحاضر أن محمد بلوزداد أسس قيادة أركان المنظمة الخاصة من خيرة شباب حزب حركة انتصار الحريات الديمقراطية المتشبع بالروح الوطنية.
وكان لبلوزداد دورا بارزا في دفع عجلة التحضير للعمل المسلح ضد المستعمر الفرنسي. وبدا ذلك واضحا في مؤتمر حركة انتصار الحريات الديمقراطية يومي 15 و 16 فيفري 1947 حيث ساهم في تكوين جناح عسكري داخل الحركة.
وأشار إلى أن بلوزداد أقام في المنظمة الخاصة نظاما داخليا محكما مكنتها من تجنيد شباب وتكونهم فكريا وعسكريا، خلال سنتين. وقال أن بلوزداد “عاش من أجل الدفاع عن الأرض والهوية”.
وأكد رخيلة أن هؤلاء الشباب وعلى رأسهم محمد بلوزداد “استطاعوا بفعل روحهم الوطنية وتكوينهم السياسي تأطير مجموعات من الشعب الجزائري والحصول على الاسلحة وانشاء شبكات للاتصالات والاستعلامات، لتنفيذ عمليات فدائية ضد الاستعمار، تحضيرا لاندلاع ثورة نوفمبر المجيدة”.
من جهته، قال الاستاذ محمد لحسن زغيدي أن بلوزداد عُرف منذ نعومة أظافره بروحه الوطنية العالية وكرهه للاستعمار. وأظهر حنكة وكفاءة وذكاء في النضال وعن قدرة فائقة في قيادة الرجال وتعبئتهم تجاه القضية الوطنية.
وأشار زغيدي إلى أن بلوزداد “استطاع إعادة اذكاء شعلة الوطنية لدى الشباب الجزائري”.
وفي هذا الشأن, استدل بما قاله الراحل أيت احمد في حق محمد بلوزداد بأنه كان “الرجل الأكثر ذكاء والأقل كلاما في المكتب السياسي”. وكان تحفظه لا يعني عدم الاكتراث بل كان ذلك ينم عن اهتمام مشبع بالتواضع والمحبة.
وقال المحاضر ذاته أن الراحل بلوزداد كان، وفقا لمحمد عصامي (أحد مناضلي حركة انتصار الحريات الديمقراطية)، مقتنعا بأن فرنسا لن تخرج من الجزائر عبر الحوار السياسي لذلك “كان يرى بل كان متأكدا بأن السلاح هو اللغة الوحيدة التي يفهمها المستعمر”.
ولهذا، يضيف المتحدث، أسس قيادة هيئة أركان المنظمة الخاصة بمساعدة حسين لحول. ومن بين أعضائها أحمد بن بلة وعمار ولد حمودة ومحمد ماروك وجيلاني رجيمي وبلحاج جيلالي ومحمد بوضياف وأحمد محساس، وحسين أيت أحمد الذي كان نائبا له.
محمد بلوزداد من مواليد 3 نوفمبر 1924، توفي في 14 جانفي 1952 بفرنسا عقب إصابته بمرض السل. وثبت عن بعض من أقاربه -حسب ما جاء في المنتدى- أنه مات
وهو يتمنى سماع صوت الأذان.