دعت النقابة الجزائرية لعمال التربية، لإصلاح المنظومة، باعتماد نظام التمدرس القديم المتمثل في ست سنوات في مرحلة التعليم الابتدائي، في ثلاث كفاءات فقط وهي القراءة، الحساب والكتابة، وتقترح أن يرفع سنّ التمدرس إلى 7 سنوات بدلا من ستة، مع الإشارة إلى أنّ عددا كبيرا من التلاميذ التحقوا بمقاعد الدراسة وسنّهم لا يتعدى 5 سنوات.
الاقتراح يبدو جدير بالدراسة، خاصة وأنّ لدينا نتائج هذا النظام في المستشفيات داخل البلد وخارجها من أطباء وأساتذة كبار في الطب من مختلف التخصّصات من جيل الاستقلال، أيّ قبل “استنساخ” نظام دراسي من الخارج، لدينا كفاءات عالية جدا في أكبر المخابر العالمية وفي الجامعات والمؤسسات وحتى في “ النازا” كلهم كانت قاعدتهم التعليمية مبنية على ثلاث مواد وهي الحساب، القراءة والكتابة، ودرسوا في أكبر الجامعات في الخارج ويعترف لهم بالذكاء والكفاءة العلمية.
ويخضع قطاع التربية لإصلاحات منذ عدة سنين، لكنّ النتائج المرجوة لم تحقق، تم انتهاج طريقة التلقين ولم يكن التلميذ مشاركا في العملية التعليمية، كان يحفظ درسه حتى بدون أن يفهمه، فقط يريد الحصول على علامة حسنة، أما الأساتذة فهم في سباق ضد الساعة، يريدون إتمام البرنامج على حساب الفهم، مواد تبدو أكبر من ما يمكن أن يستوعبه ذهن طفل لم يشبع اللعب بعد، رأسه الصغير محشو بدروس لا يدرك معناها.
ربّما حان الوقت لإعادة النظر في مناهج التعليم خاصة في الدور الابتدائي، وتخفيف الدروس المكثفة التي تستهلك جهد الأستاذ والتلاميذ ولا تحقق في الغالب المرجو منها، كما أنّ ثقل المحفظة التي يحملها الطفل الصغير كثيرا ما تسبّبت في اعوجاج العمود الفقري، ألا يكفي هذا للرجوع إلى الأصل ما دامت التجارب التي خضناها لم توصلنا إلى ما كنّا نصبو إليه؟