قدمت المخرجة فاطمة الزهراء زعموم، العرض الأول للفيلم الوثائقي “بودي آرت”، سهرة السبت، بقاعة سينيماتيك بالجزائر العاصمة.
تناول الفيلم الوثائقي “بودي آرت”، الذي أنتج سنة 2019 ، ظاهرة ” فن الجسد” كحركة فنية تعتمد على لجوء الفنان إلى استخدام الجسد كدعامة ومادة فنية للتعبير عن مواقفه وذلك بتقصي تجربة نخبة من روادها في مقدمتهم الفنان النمساوي الشهير غونتر بروس، الذي قدم شهادته الحية أمام كاميرا المخرجة فاطمة الزهراء زعموم، حيث مشى في شوارع فيينا على الأقدام وعرض جسده كفضاء فني متحرك وليلقي عليه القبض من طرف الشرطة بسبب تصرفه سنة 1965 دون سجنه.
وركزت كاميرا المخرجة والمختصة في تاريخ الفن المعاصر، فاطمة الزهراء زعموم على تقفي مسار الفنان غونتر بروس الذي حاورته سنة 2006 في شوارع وساحات فيينا بالنمسا حول خلفيات هذه الموجة الفنية “فن الجسد” الذي يعد أحد أبرز وجوهها لفهم أبعاد وأسباب هذا التيار الفني الثوري.
وتم تقديم حوارات أخرى أجرتها المخرجة بداية من سنة 2016 لنخبة أخرى من الفنانين من نفس التيار الفني لما بعد النازية الذي يبحث في انعكاس قيمة ومفهوم الجسد، منهم الفنانين بيتر فييل و إيفا بادورا تريسكا وايف ميشو وجوزيف بويز والراقصتين كادوس دافيد وجوتا فيلهابر.
وحاول العمل التسجيلي الذي استغرق 73 دقيقة، فهم ماذا حدث في فترة ستينيات وسبعينات القرن الماضي في النمسا وألمانيا، وبعض دول أوروبا ولماذا توجه هؤلاء الفنانين الشباب لاستخدام أجسادهم في ممارستهم الفنية وعرضها أمام الجمهور و تحويلها تارة إلى مادة و قطعة قماش أو فضاء لوحة أو وشم وثقوب أو تماثيل صامتة ومتحركة للتعبير عن مواقف اتجاه قضايا عديدة ميزت الفترة التاريخية التي عرفت ميلاد توجهات ونزعات فنية ثورية في الفن التشكيلي والسينما والمسرح والموضة وغيرها من التعابير الفنية.
واعتمدت المخرجة لإنجاز الفيلم الوثائقي “بودي + آرت” على مادة أرشيفية نادرة لبناء رؤية إخراجية تمازج بين الحوار المباشر مع الفاعلين و ما أحدثه توجههم من رد فعل داخل وخارج المجتمع الذي يعيشون فيه وعلى إيقاع موسيقى متناغم.
وكشف الفيلم المصنف ضمن الوثائقي التاريخي الجهد والبحث الذي قامت به المخرجة في تناول هذه الظاهرة الفنية التي تحفر في الذاكرة الفنية العالمية وظواهرها لفهم هذه الموجة الفنية الرائجة في تلك الفترة وترصد بدايات هذا التيار الفني وأهم وجوهه وتأثيرهم على الذائقة الفنية.