يطالب رئيس الجمعية الوطنية للتجار والحرفيين الجزائريين، الحاج طاهر بولنوار، بتعجيل مراجعة سياسة الدعم المنتهجة حاليا، لمحاربة مخلفاتها وأضرارها على الحركية الاقتصادية بالبلاد، من التهريب إلى اغتناء “مليارديرات”، مشددا على أن قانون المالية لسنة 2022، لا علاقة له بالارتفاع في المواد الاستهلاكية الذي تشهده السوق حاليا.
أكد رئيس الجمعية الوطنية للتجار والحرفيين الجزائريين الحاج طاهر بولنوار، في “ضيف الشعب”، أن هيئته مع الإجراء الحكومي الخاص بمراجعة سياسة الدعم الشامل، من خلال رفعه والتوجه نحو الدعم الحقيقي الذي يستفيد منه المواطن البسيط، مبرزا أن جمعيته لطالما رافعت لرفع الدعم بصيغته الحالية، طالبت، فعوض دعم المواد واسعة الاستهلاك، من المفروض دعم المستهلك مباشرة.
مظاهر أضرّت بالاقتصاد
وشدّد بولنوار على أن دعم المنتوج تسبب في تفشي عدة مظاهر أضرّت بالإقتصاد الوطني، اولها استفحال ظاهرة تهريب المواد المدعمة على غرار البنزين، الزيت، الفرينة، السكر، وغيرها، عبر الحدود ليستفيد الجيران منها بطرق غير شرعية، إضافة إلى أن هذه المواد المدعمة تعتبر أكثر عرضة لتحويلها عن أغراضها، فيستفيد منها الجميع عوض الفئات الهشة المحتاجة للدعم، وهي بالنسبة للتجار هامش ربح إضافي ما يتسبب في حدوث الندرة لأن جزءا منها يحوّل خلسة إلى المصانع، فضلا عن المشاكل المطروحة لهذه المواد خلال المناسبات الدينية والأعياد، وما تعرفه من ندرة واختلال في التوزيع والأسعار، ما يسبب صداعا للجميع.
ويؤكد بولنوار أن المواد المدعمة، تمنع أي متعامل من الاستثمار في السوق الجزائرية، سواء كانوا مستثمرين محليين أو أجانب، وهذا من خلال تحديد السعر المرجعي للمادة التي تباع في السوق من قبل الدولة، اضافة إلى أن الدعم يستفيد منه الاغنياء على حد سواء، “فالملياردير” يشتري سعر الخبز مثلا بعشر دنانير كما هو الحال لمن يتقاضى أجرة شهر بسيطة، معطيا أمثلة عن ذلك، بوجود أثرياء يستعملون حليب الأكياس الذي يقدر ثمنه بـ 25 دج، فقط لحيواناتهم الأليفة، بينما يعتبر عنصرا ضروريا للأشخاص البسطاء.
لذلك يطالب بولنوار بضرورة تحرير المواد المدعمة، وتوجيه الدعم للمستهلك مباشرة والفئات التي تستحق فعلا هذا الدعم، عوض تكبد الخزينة العمومية ملايير تصرف على الدعم الشامل، مشددا على أن من يسعون ضد تغيير سياسة الدعم الحالي، ويروجون بسلبياتها وصعوباتها واضرارها التي تلحق بالمواطن البسيط، هم من “البارونات” المستفيدة من الدعم على شكله الحالي، فمن غير الممكن أن يوافق المهرب أو الثري لرفع هذا الدعم وهومن بين المستفيدين الأوائل منه يقول بولنوار.
وحول سؤال متعلق بإعداد بطاقية للمستفيدين من الدعم مستقبلا، شدّد بولنوار، على أن الأمر ليس بالصعوبة التي يروّج لها الكثير، وذلك من خلال الإستعانة بجهات مختصة في إحصاء الفئات التي تستحق الدعم كمديريات التضامن بالولايات والجماعات المحلية، وجمعية الهلال الأحمر الجزائري، مطالبا بإشراك التجار في الإقتراحات الخاصة بتحويل سياسة الدعم وطريقة إعتماده، كما شدد بالمناسبة على أن التاجر البسيط يستفيد كغيره من الدعم، لاسيما صغار التجار.
تحفيزات لتشجيع الإنتاج المحلي
وفي سياق ذي صلة، دحض رئيس الجمعية الوطنية للتجار والحرفيين الجزائريين، كل الشكوك المتعلقة بإرتفاع الأسعار خلال هذه الفترة وعلاقتها بقانون المالية لسنة 2022، حيث أكد أن هذا الوضع الخاص بلهيب أسعار المواد الغذائية واسعة الإستهلاك، لا علاقة له بتدابير قانون المالية لهذه السنة، موضحا أن الأمر يعود لعدة أسباب منها أن الإقتصاد تضرر جراء الوضع الإستثنائي العالمي وتداعياته على الحركية الإقتصادية في البلاد.
وأضاف، الضيف، أن هذا الوضع الإستثنائي تسبب في نقص المنتوجات على مستوى الأسواق العالمية، ونقص أيضا في المواد الأولية، ما ادى الى شح في المواد المستوردة أو حتى المواد المصنّعة في الجزائر التي تعتمد على مواد أولية مستوردة، مشيرا الى أن ارتفاع أسعار المنتجات الفلاحية يعود إلى ظاهرة الجفاف التي ضربت الجزائر خلال الفترة السابقة، إضافة إلى كارثة الحرائق التي أتلفت هكتارات.
وعاد ممثل التجار والحرفيين ليؤكد، بأن قانون المالية الجديد قدم تحفيزات لزيادة الاستثمار وتشجيع الإنتاج المحلي، خاصة ما تعلق بتخفيف التكاليف على المؤسسات الناشئة، وكذا تدابير خاصة بالمنتجين المحليين، مشددا على عدم وجود مبرر حقيقي لارتفاع الأسعار مطلع جانفي، بما أن ما يعرض في الأسواق يأتي من مخزون لمواد غير غذائية يعود لسنة 2021، ليشير بالمناسبة، إلى إنخفاض بعض المنتجات الفلاحية كالبطاطا والطمام، التي إنخفضت أسعارهما بداية هذا الشهر مقارنة بما عرفته نهاية ديسمبر الفارط، بإستثناء المنتجات غير الموسمية التي تبقى مرتفعة الأسعار.
وابرز بولنوار، أن تهاطل الأمطار خلال الأسابيع الفارطة سيرفع من إنتاج الفلاحين، حيث يتوقع الفلاحون إنتاجا وفيرا خلال الموسم الفارط، ما يعني وجود وفرة تساهم في إستقرار الأسعار ولمَ لا إنخفاضها، خاصة مع تشجيع الإنتاج المحلي ودعم المستثمرين، وهوما يؤكد بأن الكرة اليوم في ملعب المنتجين ورجال الاعمال، المطالبين بإنتاج أكثر لتحقيق إستقرار في الأسعار، يضيف بولنوار.
قضية “مادة الخبز” على طاولة الوزارة الأولى
أما عن الخبز، فأوضح بولنوار، أن المادة مدعمة من الحكومة ما يعني أن سعرها محدد، بالرغم من بعض المحاولات الساعية لرفع سعره مؤخرا، مبرزا أن ملف سعر مادة الخبز مطروح على طاولة الوزارة الأولى .
وأشار بولنوار، إلى إجتماع جرى خلال الأسبوع الفارط التأم بوزارة التجارة، ممثلو عدة وزارت منها، الداخلية، الصناعة، الطاقة والفلاحة، خصص لمناقشة هوامش ربح قانونية لصالح الخبازين وتحسين نوعية الخبز، ليكشف عن إجتماع آخر يعقد غدا الإثنين، بذات الوزارة مع ممثلي نفس المصالح، يهدف إلى إيجاد الإجراءات الضرورية لضمان هامش ربح مقبول، وتقليل التكاليف على المخابز، ضمان التموين المتوازن للمواد الأولية، تخفيف من عبء فواتير الكهرباء على المخابز والسماح باستيراد مواد مستعملة خاصة بالمخابز.