كأس أمم إفريقيا المقامة في الكاميرون، هي من بين أسوء الدورات التي نظمت في تاريخ القارة الإفريقية لأسباب عدة.
عدم الاستقرار الأمني، في بعض مناطق البلاد، وحدوث اشتباك بين الجيش الكاميروني وانفصاليين في مدينة بويا، والاعتداء على صحافيين جزائريين بالسلاح الأبيض، من بين النقاط السوداء التي تسجل في تاريخ الطبعة 33 للـ”كان”.
هذا، وإضافة إلى سوء التنظيم في العديد من الملاعب، و عدم عزف نشيد دولة موريتانيا، فضيحة الحكم سيكازوي، في مباراة تونس ومالي.
وملعب جابوما، خير دليل على أن الكاميرون، لم تكن على اتم الاستعداد لتنظيم البطولة، فقد كشفت طريقة صيانة الأرضية مدى فقر التسيير لدى اللجنة المنظمة للدورة، والصور أصدق من أي حديث.
ورغم أن بلماضي، لم يتحدث عن أرضية الملعب التي أعاقت لاعبيه كثيرا في مواجهتي سيراليون وغينيا الاستوائية، إلا أن جميع المحللين أكدوا انها من بين أسباب فشل الخضر في التسجيل.
فكل لاعبي المنتخب الوطني، متعودون على اللعب فوق أرضيات ذات جودة عالية، في ألمانيا، فرنسا، انكلترا، بلجيكا، إيطاليا، سويسرا، ودول الخليج العربي، وفجأة يجدون أنفسهم فوق أرضية كارثية.
قبل التنقل إلى دوالا بيوم واحد فقط، تغلب أشبال المدرب جمال بلماضي، على منتخب غانا، بثلاثية نظيفة في الدوحة، فما السبب الذي يجعهم فجأة يعجزون عن التسجيل أمام منافسين أقل قوة من منتخب النجوم السوداء؟.
ومعلوم أن تمرير الكرة ومراقبتها بصعوبة فوق أرضية شبيهة بحقل زراعي، يؤثر على معنويات أي لاعب متعود على أرضيات جيدة.
كيف ومن اختار ملعب جابوما للفوج الخامس؟
في العادة توزع المجموعات على الملاعب المخصصة لبطولة العالم أو كأس إفريقيا قبل إجراء القرعة، و لكن في طبعة الكاميرون حدث العكس.
ووزعت المجموعات على الملاعب بعدما أجريت القرعة، وهذا ما يفتح الباب للتساؤل، عن دور الـ”فاف” التي لم تعرف كيف تحمي الفريق الوطني من “الكولسة”.
منتخبات الكاميرون، نيجيريا، مصر، والمغرب، تلعب في ملاعب أفضل بكثير من ملعب جابوما، وهذا دليل على قوة مسؤوليها ونفوذهم في الاتحاد الإفريقي.
تغيير الملعب بعد النكسة
تحدثت مصادر إعلامية عدة، عن اجتماع لجنة تنظيم المنافسة اليوم، للتطرق إلى إمكانية تغيير ملعب جابوما، الذي احتضن مباريات المجموعة الخامسة في الدور الأول لكأس إفريقيا.
وما الجدوى من تغيير الملعب بعدما خسر المنتخب الوطني 5 نقاط من أصل 6 ممكنة، بسبب الأرضية الكارثية، ورهن حظوظه في التأهل للدور المقبل بعدما كان مرشحا للفوز باللقب.
وحتى منتخب كود ديفوار، ضيع التأهل المباشر بسبب الأرضية التي سمحت لمنتخب سيراليون بالتعديل، بعد تعثر الحارس وتلقيه إصابة بليغة انهت مشوراه في الكأس.
وفي الأخير تأكد بأن الملعب لن يتغير،و يخوضون “الخضر” مباراة مصيرية أمام كوت ديفوار، الخميس المقبل، بحيث عليهم الفوز بفارق هدفين لضمان التأهل المباشر، وأما الانتصار بهدف وحيد يربط المرور للدور المقبل بنتيجة مباراة غينيا الاستوائية مع سيراليون.