سلكت القضية الصحراوية العادلة مسارات عديدة مدفوعة بكفاح شعبها الصامد، ويمكن القول أنّها عبرت خلال الآونة الأخيرة، أهم منعرج لتعود إلى صدارة الملفات الرئيسية التي تعكف الأمم المتحدة على حلّها، بعد إدراجها ضمن قضايا تحظى بالأولوية، على خلفية أنّ التسوية السياسية للقضية الصحراوية التي تفضي إلى تصفية الاستعمار من أقدم وآخر مستعمرة بالقارة السمراء سينعكس بالإيجاب على كامل المنطقة خاصة على صعيد الاستقرار الأمني.
البوليساريو الممثل الوحيد والشرعي للشعب الصحراوي الذي عانى طويلا من ويلات الاستعمار والاضطهاد المغربي، في كل مرة تحقق تقدّما ملموسا في تحركاتها على الصعيد الدولي سواء في تلك القضايا التي كسبتها في المحاكم الدولية، أو إفتكاك من وقت لآخر اعتراف ودعم وتعاطف ومساندة دول من مختلف القارات في إفريقيا وأمريكا اللاتينية وحتى في أوروبا، مازال صوتها يصدح عاليا في المنابر الدولية وتنشط لتفضح التجاوزات في الإعلام وتخطر منظمات حقوق الإنسان بحقيقة ما يحدث للصحراويين من ظلم.
زيارة المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة للصحراء الغربية المحتلة، ستافان دي ميستورا في جولة تعد الأولى منذ تعيينه إلى مخيمات اللاجئين الصحراويين، ينتظر من نتائجها الكثير، خاصة على صعيد تعبيد المسار السياسي والعودة للعملية السياسية الجدية، بهدف التوصّل إلى حلول تسمح بنزع فتيل النزاع وإنهاء تجاوزات المحتل المغربي التي يقترفها يوميا في حق الصحراويين المحاصرين بالاعتداءات الصارخة.
يبدو أنّ دي ميستورا حريص من أجل الوقوف على كل كبيرة وصغيرة تتعلق بالملف الصحراوي، عبر الاستماع لطرفي النزاع، وكذا تحري التفاصيل من الدول المجاورة، ويمكنه أن يعمل على التعجيل بتقرير مصير الشعب الصحراوي، لأنّه الحل الوحيد والأمثل الذي سيطوي النزاع وينهي الاحتلال الذي مازال الأحرار في العالم يندّدون به ويدعون إلى وضع حدّ لجبروته، وفي هذا الوقت، ينظر الصحراويون بالكثير من الترقّب والأمل إلى المبعوث الأممي الجديد، خاصة مع «إرادة» بايدن لإيجاد حلّ نهائي للقضية الصحراوية بما يحفظ للشعب الصحراوي حقوقه، فهل العملية السياسية المقبلة ستسقط مناورات المُحتل؟.