رسالة قوية تحمل أكثر من دلالة وجهها الرئيس تبون من مقر وزارة الدفاع الوطني، عنوانها الويل لمن يفكر في الاعتداء على الجزائر، التي بقدر ما تحرص على السلم والأمن، بقدر ما تقف شامخة وصلبة في مواجهة كل التهديدات، مهما كان مصدرها، وحينها لا تخشى لومة لائم، فالشعب الجزائري على مر الأجيال لا يضع السيادة في المزاد مهما كانت الظروف.
لعل العنوان البارز اعتماد يوم وطني للجيش الوطني الشعبي بتاريخ 4 أوت من كل سنة، عرفانا للمسار الطويل الذي خاضه سليل جيش التحرير الوطني بنفس العزيمة النوفمبرية، ليستمر المشعل عاليا ينير الطريق للأجيال، تستمد من رصيده القوة التي تضمن مواصلة إنجاز الرسالة بكل مضمونها التحرري والتنموي، جوهرها الإنسان الغاية والوسيلة.
انطلاقا من هذه القناعة الراسخة، تواصل الجزائر طريقها لتتبوأ مكانتها المستحقة وقد أدركتها منذ إطلاق مسار التغيير من بوابة الانتخابات لبناء مؤسسات نابعة من إرادة المواطنين، مهما كانت القراءات التي لا يمكنها أن تحجب المشهد الجديد الذي بدأت معالمه تتضح، أبرزها فصل المال عن السياسة وتعميق الحريات مع حمايتها من القذف وهي مسيرة تتطلب انتهاج مقاربة بيداغوجية تقود إلى تحصين الجبهة الداخلية وتعزيز المناعة الوطنية تجاه مؤامرات تحاك في أكثر من مخبر أجنبي سرعان ما تسقط أمام صلابة الإرادة الوطنية.
إن التماسك الأبدي بين الجيش الوطني والشعب، ميزة جزائرية بحتة قلّما تكون لدى شعوب أخرى. وعوامل ذلك ليست مصطنعة أو ظرفية، إنما تعود جذورها إلى الماضي القريب، حينها خرجت المقاومة ضد الاحتلال من صلب الحركة الوطنية التي وضعت الحرية والاستقلال والسيادة في لب النضال بكل ما تطلبه من تضحيات جسام تحولت إلى فخر للأجيال تنهل منها قيم الثبات حول مكاسب الوحدة وسيادة القرار الوطني.
مع كل ذلك الرصيد الثمين، أمانة الشهداء، التي تمثل القاسم المشترك الأصيل العابر للأجيال، تفشل حتما مخططات الأعداء، لأن قوة الجزائر تكمن في إيمان وقناعة ونزاهة أبنائها ووفائهم لأرواح الشهداء الأبرار، كما أكده رئيس أركان الجيش.
موقع الشعب يستخدم نظام الكوكيز. استمرارك في استخدام هذا الموقع ، فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط. تفضل بزيارة سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط . موافق