تعمل مديرية السياحة لولاية سعيدة على تشجيع السياحة الداخلية وترسيخ الثقافة والوعي السياحيين وتحسين المقصد السياحي للولاية، إضافة إلى تحسيس الانخراط في مخطط الجودة السياحية ودعم الاستثمار الخاص وتذليل الصعوبات أمامه، وهو الأمر الذي يعد من أهم الركائز والدعائم التي يرتكز عليها المخطط للتهيئة السياحية خلال أفاق 2030.
مدير السياحة والصناعة التقليدية بولاية سعيدة بن مسعود محمد تحدث إلى “الشعب” بمكتبه، عن مخطط التهيئة السياحية وما يتضمن الموافقة على التوسع والموقع السياحي ببلدية عين السخونة الواقعة بالجنوب الشرقي عن عاصمة الولاية بـ 90 كلم هذه المنطقة المعروفة بالسياحة الحموية خص لها وعاء عقاري يقدر بـ 150 هكتار وتحتضن الأرضية 17 مشروع سياحي.
وأشار مسؤول القطاع أن الظروف التي تمر بها البلاد وخاصة الجفاف الذي عم أرض الوطن وتراجع منسوب المياه على مستوى المنبع المتواجد بعين السخونة، ارتأت مصالح الولاية بمنح صاحب المحطة الحموية رخصة لحفر بئر بعين المكان لتزويد المحطة بالمياه، وتبقى الإجراءات القانونية متخذة تطبيقا لتعليمات والي الولاية نتيجة للدعم الذي توفره الدولة في هذا المجال من أجل رفع منسوب المياه بهذه المنطقة المعروفة بمنابع حموية.
واعتبر مدير السياحة بن مسعود محمد المحطة الحموية بحمام ربي ببلدية أولاد خالد “الرباحية” شمال الولاية لما لها صدى عالمي، إفريقي ووطني، ومعروف لدى الجالية الموجودة بأنحاء المعمورة، وتعتبر مؤسسة عمومية ذات طابع تجاري استفادت بمبلغ مالي يقارب 37 مليار لتهيئته، حيث تم دراسته وتبقى المشكلة في الأرضية بغية الانطلاق في المشروع خلال الأيام القليلة القادمة.
وأكد مدير السياحة والصناعة التقليدية أن المنطقة المعدنية حمام ربي أنها تتميز بمياه طبيعية ساخنة غنية بمادة الكبريت وله خصائص علاجية متنوعة وتتوفر فيه المرافق الضرورية التي تضمن شروط الراحة سواء الاستجمام أو التداوي الطبيعية من الأمراض التي لها علاقة بالمفاصيل أو الأمراض الجلدية، وأضاف ذات المسؤول قد تم استحداث طبي مجهز بالمعدات العصرية للعلاج باستعمال المياه والأجهزة المستخدمة في إعادة التأهيل.
وأشار أن هذا المرفق الصحي يعد مكسبا مهما ومميزا لأن المصلحة تتوفر على أجهزة طبية حديثة تستعمل في إعادة التأهيل الوظيفي للمرضى الذين يعانون من خلل وظيفي نتيجة تعرضهم لحوادث مختلفة وذلك تحت إشراف طبي مختص.
وعن حمام المعدني بقرية سيدي عيسى ببلدية سيدي أعمر الواقعة شمال الولاية وعلى الطريق الوطني رقم 06 بـ 20 كلم قال المدير يعد استغلاله تقليدي تابع للمجلس الشعبي البلدي بسيدي عمر حيث تم إيجاره لأحد الخواص ومن جهة أخرى تسعى الوزارة الوصية ومصالح الولاية جاهدة لعصرنة هذا المنبع حتى يتم استغلاله كمحطة حموية علاجية.
وبخصوص فندق الفرسان المحاذي للطريق الوطني بمخرج الولاية، أوضح مدير السياحة والصناعة التقليدية، هذا المرفق السياحي من صنف ثلاث نجوم أعيد تأهيله، وتقدر طاقة استيعابه 136 سريرا ضمن 64 غرفة وأربعة أجنحة وهو ما يشكل إضافة للقدرات الفندقية بالولاية، إضافة إلى فندق سفيد ببلدية سيدي أحمد “خلف الله”.
كما تطرق ذات المسؤول إلى شلالات هونت التي اعتبرها غير مصنفة، وقد تم اقتراح تصنيفها وتمت الإجراءات الأولية لصنف هذا المعلم السياحي التاريخي لاستغلاله في مجال السياحة الإستجمامية، هذه المنطقة الواقعة على بعد 60 كلم شمال الولاية بغطائها النباتي الكثيف وتعتبر من أجمل المواقع السياحية وتحتاج إلى برمجتها وذلك لعدة استثمارات كونها تشكل منطقة سياحية هامة.
شلالات منطقة تيفريت ببلدية عين السلطان أو بما تسمى بـ “مشتت ماه” شرق الولاية بـ 20 كلم، هي الأخرى تعد منطقة تاريخية وسياحية بامتياز من تاريخها الثوري وكانت قاعدة خلفية وماوى للثوار وما تتوفر عليه من مغارات وصخور ذات طابع جمالي وأشجار محيطة لهذا المرفق السياحي الهام الواسع للاستجمام والراحة.
واعتبر مدير السياحة أن قطاعه يعد إحدى الدعائم للثروة الاقتصادية التي تسخر بها الحمامات المعدنية والفنادق ولما تتمتع به الخدمات المميزة على ثقافة التزايد والإقبال الكبير من العائلات الجزائرية داخل الوطن وخارجه، ووصف ولاية سعيدة مدينة سياحية بامتياز وخاصة في المجال الحموي، ودعا الشباب إلى الاستثمار، لأن الولاية كما قال فضاء خصب ونحن كقطاع على المستوى المحلي نهيئ لهم الظروف المواتية لترقية السياحة والصناعة التقليدية، وفتح فرص الاستثمار للولاية وتكون بطبيعة الحال بديلة للبترول.