حذر مختصون من ظاهرة التطبيب الذاتي والاستهلاك “العشوائي” للأدوية بعد ارتفاع عدد الاصابات بمتحور “أوميكرون” لفيروس كوفيدا-19 في الاسابيع الأخيرة، خوفا من التعرض للإصابة .
دق رئيس مصلحة الطب الداخلي بالمؤسسة الاستشفائية العمومية لبئر طرارية، عمار طبابيبية في تصريح لوأج، ناقوس الخطر حول إقبال مواطنين على التداوي الذاتي والاستهلاك العشوائي والمفرط لبعض انواع الأدوية المتعلقة بعلاج كوفيد-19، ما أدى -حسبه- إلى خلق “ضغط كبير” على بعض الاصناف من الادوية على مستوى الصيدليات الخاصة.
وأكد الاخصائي أن قلة خطورة متحور “أوميكرون” وخضوع عدد “ضئيل جدا” من المرضى إلى الاوكسيجين وعدم تعرض المصاب إلى التهابات وانسداد الشرايين، يجعل من وصف المضادات الحيوية ومضادات تخثر الدم و”كورتيكوييد” في هذا العلاج “أمرا دون أهمية”، داعيا زملائه الأطباء الى احترام البروتوكول وتعليمات وزارة الصحة في هذا المجال حفاظا على صحة المواطن.
تعقيدات خطيرة أكثر..
ودعا الاخصائي الاشخاص الذين يقدمون على هذا السلوك إلى الابتعاد عن “تخزين بعض أنوع الأدوية أو استعمالها بدون استشارة طبية” لأن ذلك، كما قال، قد يعرض صحتهم إلى “تعقيدات خطيرة أكثر من الفيروس نفسه”.
ولاحظ اقبالا متزايدا للمواطنين على الصيدليات الخاصة لاقتناء بعض أنواع العلاج الموجهة للتصدي لتعقيدات الفيروس، معبرا عن “أسفه” لإقدام بعض الوكالات الصيدلانية على توفير “علب خاصة بالأدوية” موجهة لهذا الغرض بدون أن يقدم الزبون وصفة طبية.
وحثّ الاخصائي – في هذه الحالة وعند ظهور بعض الأعراض الخفيفة- الصيدلي على نصح المواطن باستعمال دواء “براسيتمول”، إلى جانب بعض الفيتامينات مع اللجوء إلى الراحة التامة والابتعاد عن مصادر القلق والاستفادة من قسط وافر من النوم مما سيساعد النظام المناعي للفرد على الدفاع عن نفسه.
98 بالمائة من المصابين لم يلقحوا
وللتهدئة من روع المواطن خلال هذه الظروف الصحية الصعبة، دعا ذات الاخصائي إلى الإقبال على التلقيح الذي يخفض من انتشار العدوى بدل من الاستهلاك المفرط للأدوية والتداوي الذاتي لأن الدول التي تغلبت على مواجهة المتحور “أوميكرون”، عملت على تشجيع مواطنيها على التلقيح، مشيرا إلى أن نسبة 98 بالمائة من المصابين بالفيروس الذين أدخلوا مصلحة الطب الداخلي لمستشفى بئر طرارية “لم يستفيدوا من التلقيح”.
وقال رئيس عمادة الأطباء، الدكتور محمد بقاط بركاني، إن المواطن يلجأ إلى التطبيب الذاتي، خوفا من تعرضه للإصابة وعلى الصيدلي أن ينصحه بتناول الأدوية عن طريق الوصفة فقط، محذرا اياه من الاستهلاك العشوائي لهذه الأصناف التي تزيد في تعقيدات الفيروس أكثر من الفيروس نفسه.
قطع الطريق على العلاج العشوائي
ويرى رئيس النقابة الوطنية الجزائرية للصيادلة الخواص، الدكتور مسعود بلعمبري، أنه “لو سمحت وزارة الصحة بالترخيص لهذا السلك لإجراء الكشوفات السريعة لتعزيز التشخيص المبكر للفيروس لن يكون هناك اقبال متزايد على العلاج العشوائي” الذي قد يتسبب في إحداث ضغط بالسوق الوطنية على بعض أنواع الأدوية.
وألح من جانب أخر رئيس هذه النقابة على تشديد الرقابة على الذين يبيعون أدوية ويرغمون الزبائن على شراء منتوجات أخرى في نفس الوقت، مرجعا الضغط المسجل الذي تعرفه بعض أنواع الأدوية إلى “تخوف المواطن ووقاية لصحته” بمجرد شعوره بنوع من ارتفاع حرارة الجسم أو أعراض الأنفلونزا.
وذكر بالمناسبة بالدول المتقدمة التي تخلت عن وصف المضادات الحيوية وتنصح بتناول المقويات والمعادن والمضادات للألم حفاظا على صحة مواطنيها من الاستهلاك العشوائي والمفرط للأدوية.