أكد المختص في علم الأوبئة والطب الوقائي الدكتور نوفل إبراهيم باسل، أن ارتفاع عدد اصابات كورونا في الجزائر، سببه انتشار المتغير الجديد “أوميكرون” وتقاطعه مع سلالة “دلتا” الخطيرة.
يضاف إليهما ضعف نسبة التلقيح ضد الفيروس في البلاد والتي لا تسمح بالتصدي لمخاطر تفشي المتحورات الجديدة لفيروس كورونا، حسب المختص.
وقال المختص في علم الأوبئة والطب الوقائي في تصريح لـ”الشعب”، إن الحالة الوبائية في البلاد مقلقة بسبب الانتشار الواسع والسريع للفيروس، مع كثرة المخاوف من الضغط على المصالح الاستشفائية في حال استمرار تسجيل المزيد من الإصابات.
وأوضح أن قلة خطورة المتغير الجديد أوميكرون مقارنة بسلالة «دلتا»، لا يعني غياب مؤشر الخطر، خاصة على بعض الفئات المعرضين بكثرة لمضاعفات الفيروس بجميع متحوراته وهم أصحاب المناعة الضعيفة والمسنون والمصابون بأمراض مزمنة.
وحذر الدكتور إبراهيم باسل من الاستهتار في الإقبال على أخذ الجرعات الكاملة من اللقاح، نظرا لفعاليته ضد مخاطر الإصابة بالفيروس وفي حماية الفئات الأكثر عرضة من مضاعفات المرض وهم كبار السن والمصابون بأمراض مزمنة، كالسكري وارتفاع الضغط الدموي والربو وأمراض أخرى، مضيفا في السياق ذاته، أن أغلب الحالات الخطيرة والوفيات هي بسبب الإصابة بالفيروس وسجلت لدى الأشخاص غير الملقحين.
ويرى بأن الخطورة تكمن في تقاطع المتغير «أوميكرون»، الذي يتميز بسرعة الانتشار والتفشي مع سلالة «دلتا» الأكثر شراسة، نظرا للأعراض الصعبة التي يتعرض لها الكثير من المصابين والتي تصل إلى التأثير على الرئة والحاجة إلى العلاج بالأكسجين.
وأشار إلى أن المتحور «أوميكرون» أخف من متغيرات الفيروس السابقة وشبيه بأعراض أمراض نزلات البرد الشائعة والتي تظهر على شكل زكام وحمى وسعال وآلام في الحلق وتعب شديد وسيلان الأنف ولكن لم تتسبب إلى حد الآن في إصابة رئوية.
وأضاف الدكتور إبراهيم باسل، أن نسبة انتشار المتغير «أوميكرون» في البلاد سترتفع أكثر في الأيام القليلة المقبلة ويصبح هو الطاغي على المتحور «دلتا» وجميع متغيرات كوفيد-19.
وأوضح أن التلقيح يعد الخيار الوحيد لتجنب التعقيدات الصحية الناتجة عن الإصابة بالفيروس والوسيلة الأنجع لكسر سلسلة انتشار العدوى، وأشار إلى أن الحديث عن عدم فعالية اللقاحات المتوفرة حاليا ضد المتحورات الجديدة لا أساس له من الصحة.
وأضاف، أن الموجة الثالثة كانت الأعنف في الجزائر، نظرا لتسجيل ارتفاع قياسي في عدد الإصابات وتزايد حالات الوفيات وما خلفته من أزمة أكسجين وضغط كبير بجميع المصالح الطبية عبر الوطن.
وأكد في السياق ذاته، أن الوضع الحالي يقتضي بذل جهود أكبر لمواجهة مخاطر الموجة الحالية والتحضير الجيد لأي طارئ، وذلك بتفادي تكرار الأخطاء السابقة وتدارك النقائص المسجلة وكذا الاستمرار في التعامل بكل حيطة وحذر مع تطورات الموجة الرابعة.
الأطفال الأكثر عرضة
بخصوص ارتفاع معدل الإصابات لدى الأطفال، أجاب المختص في علم الأوبئة والطب الوقائي قائلا: «منذ بداية انتشار متحورات فيروس كورونا لم نسجل إصابات كثيرة مست صغار السن، حيث كانت نادرة أو أن أغلب الأطفال الذين أصيبوا سابقا لم تكن تظهر عليهم أعراض المرض وشكلوا مصدرا لنقل العدوى، ولكن مع المتغير» أوميكرون» اختلف الأمر، إذ يصيب بكثرة هذه الفئة إلى جانب الكبار، وتظهر لديهم أعراض تنفسية خفيفة تدل على وجود استجابة مناعية ضد الفيروس».
ولم ينف الدكتور إبراهيم باسل، إمكانية تعرض الفئات الهشة الذين يعانون من أمراض مزمنة وكبار السن إلى خطر الإصابة بمضاعفات ناتجة عن المتغير أوميكرون، والتي قد تتطلب الدخول إلى المستشفى لتلقي العلاج، بالرغم من المعلومات التي تؤكد عدم خطورته مقارنة بسلالة «دلتا»، داعيا هذه الفئة إلى حماية أنفسهم من التعقيدات الصحية من خلال الإقبال على أخذ اللقاح المضاد للفيروس، مع ضرورة الاستمرار في احترام القواعد الوقائية والابتعاد عن جميع المصابين بالعدوى.
وتوقع المختص في علم الأوبئة، اقتراب زوال وباء كورونا بعد ظهور المتغير» أوميكرون»، الذي اعتبره مؤشرا إيجابيا على نهاية هذه الجائحة وتحولها إلى فيروس موسمي كالأنفلونزا الموسمية، موضحا أن ضعف نسبة التلقيح في الجزائر إلى حد الآن، لن تساهم في اكتساب مناعة جماعية وإنما من المحتمل بلوغها عن طريق العدوى وإصابة 70٪ من المواطنين بالفيروس.