انتهجت القضية الصّحراوية منحى متقدّما في مسار إقناع المجتمع الدولي، بما فيهم كما يبدو الرّئيس الأمريكي بايدن حول حتمية التعجيل بحلها وفقا لما تنص عليه القوانين الدولية، وكذا ما تقتضيه الشّرعية الأممية، ولعل تصدّر الحديث والتوافق مجدّدا في المحافل الدولية وبقوّة، أنّ الأمم المتحدة الجهة الوحيدة المخوّل لها الحسم في القضية الصحراوية، يعد خطوة ملموسة نحو التعجيل بالحلول السياسية السلمية عبر تقرير المصير من خلال استفتاء شعبي يقول فيه الشعب الصحراوي كلمته بحريّة مطلقة، وكل هذه التّطوّرات التي لم يستحسنها المغرب جاءت بمثابة الصّفعة المؤلمة التي لم يكن ينتظرها الاحتلال بعد مراوغات ومؤامرات وتجاوزات حاول فيها المخزن فرض منطق الأقوى من يسيطر.
نهاية الاحتلال باتت مسألة وقت فقط، لأنّ لا أحد يمكنه أن يدوّن في سجله فضيحة وعار سرقة أرض شعب كانت مستعمرة طيلة عقود طويلة، ومازالت إلى اليوم ثم يتم تحويلها لغير أصحابها، ويقابل هذه الحقائق الشفافة والتي يدركها الجميع، ولم تعد تنطلي على أحد، إصرار كبير من طرف الشعب الصحراوي على الصمود في كفاحه بمختلف الطرق المشروعة التي تمكّنه من استعادة حقوقه وتحرير وطنه المحتل، عبر نضال دبلوماسي وسياسي وكفاح عسكري وحملات إعلامية حتى تفضح الأطماع الدنيئة ويسقط معها ظلم كل من يتجاوز القانون ويتجبر على الضعفاء.
الصّحراويّون الأحرار لن يتأثّروا بأي ضغوط أو مهاترات أو تهديدات، علما أنّ وعود ترامب المزعومة والكاذبة رحلت معه وسقط معها وهم الأطماع، وفي الوقت الراهن يسجّل الكفاح العسكري الصحراوي شراسة في المقاومة، واستماتة في التصدي لحملات المحتل المغربي، وكثيرا ما ينتقم المحتل لفشله الذريع من المدنيّين الصّحراويّين العزل، وكان آخر تقرير لمجموعة الأزمات الدولية، قد استنكر وبشدة ما وصفها بالأساليب الخطيرة التي تقوم بها دولة الاحتلال المغربي في الصحراء الغربية، عبر ترهيب المدنيّين الصّحراويين، والتأثير على سير الحركة التجارية، والتسبب في تصاعد التوتر الذي أثّر على استقرار وأمن المنطقة. المعاناة لم تقتصر على الشعب الصحراوي وحده، لأنّ الوضع الداخلي بالمغرب ليس على ما يرام بفعل ما يشهده من احتقان وسط جبهته الاجتماعية التي تئن تحت وطأة التضييق على الحريات النقابية وتعاني من تجميد الحوار الاجتماعي، ومازالت الاحتجاجات في المغرب تتصاعد بسبب الظروف المعيشية الصعبة وغلاء الأسعار الفاحش. ويمكن القول أنّ المحتل فشل فشلا ذريعا، واليوم حائر لا يملك حلولا لأن كل حساباته خاطئة.
موقع الشعب يستخدم نظام الكوكيز. استمرارك في استخدام هذا الموقع ، فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط. تفضل بزيارة سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط . موافق