على الرّغم من الظّرف الصحّي العالمي، التأمت القمة الإفريقية الـ 35 حضوريا في أديس أبابا، وعلى طاولة النقاشات حضرت العديد من القضايا والمسائل التي تعيق الأمن والاستقرار بالقارة السّمراء، وتحصر فرص التنمية والتطوّر، وعلى رأس هذه القضايا، ظاهرة الانقلابات المتكررة التي تفاقمت في السنة الأخيرة خاصة بمنطقة غرب إفريقيا، إضافة إلى الأزمات الداخلية في إثيوبيا والصومال، والخلافات الحدودية بين عدد من بلدان القارة، ومسألتي الأمن الغذائي والصحي والإرهاب والفقر.
وكما كان متوقّعا، هيمنت على أجندة القمة ظاهرة الانقلابات المتكرّرة، واستغلّ المجتمعون الفرصة لإدانة موجة التغيير غير الدستوري التي تكتسح القارة لا سيما مع 6 انقلابات أو محاولات استيلاء على السلطة شهدتها دول غرب القارة على مدى 18 شهرا الماضية.
وبالرغم من القلق الشديد الذي تثيره التطورات في غينيا بيساو وبوركينا فاسو وغينيا ومالي والسودان وتشاد، فقد توصّل المجتمعون بأديس أبابا إلى حقيقة أنّ إمكانيات الاتحاد الإفريقي في حصر ومواجهة ظاهرة الاستيلاء على الحكم بالقوة محدودة، وهي في الغالب لا تتجاوز تعليق العضوية، ما يستدعي من المنتظم القاري أن يفكّر في وضع آليات أكثر فعالية لإنهاء ظاهرة الانقلابات المقيتة التي تعيق الاستقرار بالقارة، ومن خلال ذلك تمنع التنمية وتحسين الأوضاع المعيشية للأفارقة.
وبما أنّ العنف هو ابن الجوع، فقد بحثت القمة 35 عن سبل استئصال الفقر الذي يمسّ جزءا واسعا من الرقعة السكانية بالقارة، حيث يعيش أكثر من 55 في المائة من السكان تحت خط الفقر، بالرغم من الثروات التي تكتنزها بلدانهم ، إضافة إلى مشكلة انعدام الأمن الغذائي التي يعاني منها معظم الافارقة مع ارتفاع أسعار السلع الغذائية بنحو 40 في المائة عن المعدل العالمي استنادا إلى مستويات المداخيل المتدنية.
القادة الأفارقة وضعوا في أديس أبابا أيديهم على جراح القارة، وتحسّسوا مختلف أوجاعها، بداية من عدم الاستقرار السياسي وما تشهده بعض البلدان من أزمات واضطرابات، مثل ليبيا والسودان وإثيوبيا والصومال، مرورا بالتدهور الاقتصادي، ووصولا إلى ظاهرة الإرهاب التي حوّلت حياة ملايين الأفارقة إلى جحيم.
و من المهم والحتمي بعد أن اختتمت القمة الإفريقية التي عقدت هذه السنة والإتحاد الإفريقي يحتفل بالذكرى الـ 20 لتأسيسه، هو تمسّك دول القارة بالوحدة و العمل المشترك لتجاوز كل الصعوبات
والأهم من كل هذا، هو سدّ الأبواب والمنافذ أمام كلّ ما من شأنه أن يهزّ استقرار المنتظم الإفريقي.
© 2020. جميع الحقوق محفوظة ليومية الشعب.