قال الوزير الأول وزير المالية، أيمن بن عبد الرحمان، إن “ما حدث في ساقية سيدي يوسف قبل 64 سنة برهن للعالم أجمع عن همجية الاستعمار الفرنسي ووحشية أساليبه وسياساته القمعية تجاه الشعوب التي تتوق للتحرر والانعتاق”.
أوضح بن عبد الرحمان، في كلمته بمناسبة الذكرى والرابعة والستين لأحداث ساقية سيدي يوسف، بمدينة الكاف التونسية، اليوم، أن الحادثة أسهمت في لفت انتباه الرأي العام العالمي إلى ما وصلت إليه الثورة الجزائرية من تنظيم وقوة، ومدى نجاحها في إرباك المستعمر الذي سخر كل إمكانياته العسكرية لإخماد نارها.
وأضاف:” ستظل تضحيات شهدائنا الأبرار الذين سقطوا في هذه المجزرة الوحشية مصدر إلهام للأجيال القادمة، تستلهم منه معاني الأخوة والتضامن والتعاضد، وتستقي منه الدوافع والمحفزات في تعزيز عرى التعاون بين بلدينا الشقيقين”.
وواصل:” إن وجودي بينكم للاحتفال بالذكرى المخلدة لهذه الملحمة البطولية إنما هو بتكليف من رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، الذي يحرص على أن تحظى علاقتنا بالشقيقة تونس بالخصوصية والتميّز لما يجمع البلدين من وشائج أخوة وحسن جوار وتاريخ ومصير مشتركين”.
وأشار المسؤول ذاته، إلى أن الرئيسين الجزائري والتونسي عبرا عن هذه الارادة الصادقة التي تطبع التعاون بين الجزائر وتونس، بمناسبة زيارة الدولة التي قام بها رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، إلى تونس التي كُللت بالتوقيع على عدد هام من الاتفاقات الثنائية بين البلدين في شتى المجالات الاقتصادية والثقافية والاجتماعية، وتُوجت بإعلان قرطاخ الذي يرسم معالم طموحة للرقي بعلاقاتنا.
وتابع:” إن نتائج هذه الزيارة الرئاسية ستتبلور أكثر في الاستحقاقات الثنائية القادمة، لاسيما اجتماع اللجنة الكبرى المشتركة الجزائرية-التونسية، وهذا بغية الارتقاء معا بمستوى التعاون الثنائي إلى مصاف شراكة فعالة ومتضامنة، تكون في مستوى تطلعات شعبينا الشقيقين، ومبنية على أهداف التكامل والاندماخ، وفق ما تقتضيه متطلبات الحاضر ورهانات المستقبل”.
وأكد المتحدث أنه من أبرز هذه الأوليات التي ستكون بلا شك موضوع تشاور وتنسيق مستمرين بين حكومتينا هي تحقيق التنمية والتكامل بين المناطق الحدودية الجزائرية والتونسية، عبر وضع تصورات جديدة وبعث مشاريع تنموية مبتكرة من شأنها أن تكون أكثر واقعية وتعود بالمنفعة المتبادلة والمشتركة لسكان هذه المناطق”.