«انتصار للجزائر، الدبلوماسية الجزائرية تنتصر، شكرا للجزائر…»، بهذه العبارات تفاعلت شخصيات عربية وإفريقية مع قرار قمة الاتحاد الإفريقي تعليق منح صفة مراقب للكيان الصهيوني.
منذ أن أعطى موسى فكي رئيس مفوضية الإتحاد الإفريقي، الصفة غير المستحقة للكيان المحتل، الصيف الماضي، وما تبع ذلك من اعتراض شديد قادته الجزائر ودول إفريقية وعربية من خارج القارة، بات ينظر للمسألة على أنها معركة يجب أن تحسم «بالنصر أو الهزيمة».
وما يؤسف في كل ما حصل، أن دولا قليلة جدا، يتقدمها نظام المخزن المطبِّع، وعدت الاحتلال الإسرائيلي بأنها ستقاتل مكانه وتجلب له النصر الذي ينشده منذ عدة عقود، حتى تطفئ وبشكل نهائي كل ما يتردد عن إدانة الاستعمار ومساندة القضايا العادلة واحترام حرية الشعوب وحقها في تقرير المصير.
لقد كانت الصفقة بأن تتم التصفية النهائية للقضيتين الفلسطينية والصحراوية.
وإلى غاية السبت الماضي، كان الاعتقاد أن الكيان الصهيوني منتصر لا محالة، وهو ما سوّق له وزير خارجية المغرب، عندما اعترف ضمنيا في حوار مع قناة فرنسية، أن بلاده انضمّت للاتحاد الإفريقي بهدف تفجيره من الداخل وإنهاء الإجماع حول القضايا التحررية.
ورغم ما رصد من إغراءات مالية وتقنية أسندت لحرب إعلامية شرسة، لم يستطع الاحتلال أن يضمن مقعدا له داخل قبة الهيئة القارية، وأوصدت الباب في وجهه بعد نجاح المبادرة التي قادتها الجزائر وجنوب إفريقيا ونيجيريا وعديد الدول الأخرى الوفية لمبادئ إفريقيا.
وبمنطق الانتصار والهزيمة، يكون وكلاء الكيان الصهيوني، قد انهزموا في جولة كبيرة من معركة مستمرة، وتأكدوا أن للاتحاد الإفريقي أسوار شامخة ليس من السهل اجتيازها.
أما الانتصار الذي تحقق للجزائر وشركائها في المبادرة، فهو انتصار للمبادئ وللإجماع الإفريقي وللشعوب التواقة للانعتاق من كل أشكال الاستعمار؛ بمعنى آخر هي دائما منتصرة، مهما كانت النتائج.
© 2020. جميع الحقوق محفوظة ليومية الشعب.