أشاد سفير دولة فلسطين في الجزائر الدكتور فايز محمد أبو عيطة بالموقف الشجاع للرئيس عبد المجيد تبون والدبلوماسية الجزائرية الرافض لعضوية الاحتلال الصهيوني في الاتحاد الإفريقي من خلال مواقف وثوابت الدبلوماسية الجزائرية لأنها هي من تحمّلت هذا العبء السياسي الثقيل من خلال مساندة القضية الفلسطينية، ومناهضة كل السّلوكات التي يقوم بها الكيان الصّهيوني الغاصب في الأراضي الفلسطينية.
اعتبر السّفير الفلسطيني أنّ قرار تعليق عضوية الاحتلال الصهيوني في الاتحاد الإفريقي يعد انتصارا للدبلوماسية الجزائرية التي واجهت منذ اللحظة الأولى قرار منح الاحتلال صفة مراقب في المنتظم القاري، واستطاعت باقتدار حشد التأييد لتصدّيها لكل محاولات الاختراق التي تحاول الولايات المتحدة والاحتلال فرضها من خلال وضع موطئ قدم لإسرائيل في المنطقتين العربية والإفريقية.
وأضاف السفير الفلسطيني في اتصال مع «الشعب»، أنّ هذا الإنجاز الهام للدبلوماسية الجزائرية يعتبر انتصارا لفلسطين ولقيم العدالة التي ترفض التعامل مع دولة الابارتايد والتمييز العنصري التي تواصل جرائمها بحق الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة.
كما أوضح أنّ الجزائر تتعامل ببالغ الحرص والمسؤولية بما تمثله من دور في الإقليم والعالم تجاه القضية الفلسطينية، والتي تعتبر بالنسبة لها قضية مركزية للشعب الجزائري حكومة وقيادة.
وفي ردّه عن سؤال حول العقبات التي من الممكن أن تواجه مساعي سحب عضوية إسرائيل نهائيا، قال السفير الفلسطيني، إنّ الأمر ليس بتلك السهولة التي نتوقعها لأنّ الكيان الصّهيوني له حلفاء دوليّين يسعون إلى فرضه في كل المنظمات والاتحادات الدولية والإقليمية، ونعلم جيدا بأنّ تعليق عضوية إسرائيل ليس معناه التجميد أو الإلغاء، وبالتالي هناك جهود من أطراف إقليمية أخرى ومعروفة في إفريقيا تسعى لفرض الكيان الصهيوني كعضو مراقب، وبالتالي ستكون هناك عقبات وضغوطات على كل دولة ترفض تواجد الكيان الصهيوني في الجسد الإفريقي، لكن الشيء الأكيد أنّ الدبلوماسية الجزائرية والعربية قادرة على تجاوز هذا القرار من خلال حشد التأييد في إفريقيا بما يضمن طرد الاحتلال من هذا التجمع الهام، والذي يضم دولا عربية وإفريقية في اتحاد واحد، وبات من الممنوع تواجد الاحتلال الصهيوني لما يشكّله من اختراق حقيقي للدول الإفريقية، لذلك تقف الجزائر هذا الموقف الشجاع لمنع الاحتلال، والتصدي له من خلال منعه من التواجد في المنطقة الإفريقية.