.. لم تكن سوى ذروة من أوميكرون، حتى وقعت حسابات معرض الجزائر الدولي للكتاب في ورطة عجيبة، بعد أن تبيّن أنّ توقيته يوافق امتحانات الفصل الدّراسي الثاني، ويلتقي مطلع رمضان المبارك، ويقع وسط تضارب أجندات ومواعيد مختلفة، إضافة إلى يومين كاملين يخصّصان لمباراة السّد التي تجمع المنتخب الوطني الجزائري بنظيره الكاميروني، وهذه، لا شكّ، تحرم كثيرين من جولتهم السّنوية في رحاب عالم النشر، خاصة الدّارسين منهم، باعتبار أنّهم الفئة القارئة المضمونة..
وإذا دقّقنا النّظر في الأجندة المقبلة، فإنّنا لا يمكن إلاّ أن نوافق النّاشرين الذين يتوقّعون أن لا تتمكّن طبعة المعرض المقبلة من تحقيق غاياتها المحدّدة لها، للمشاركين جميعا، وهذا مشكل لا تتحمّل الجهة المنظّمة أوزاره، بحكم أنّها لا يمكن أن تتكهّن بما يفكّر فيه الفيروس، ولا أن تستشرف ذرواته ومتحوّراته، تماما مثلما لا يمكنها أن تضع في حسبانها تصفيات كأس العالم، لأنّ هذا «التّكهن» وهذا «الاستشراف» يقتضي الاستغلال الفعلي لذلك الشيء العجيب الذي ما زلنا نفتقد إليه، ويسمّى «التّنسيق»..
طيب.. ما علينا، قد نفتقد إلى «التنسيق» مثلما نفتقد إلى القدرة على (الكهانة) و(قراءة الطالع)، ولكنّنا لن نعدم آراء حصيفة توضع على طاولة الدّرس من أجل التّوصل إلى إجراءات مناسبة تمكّنّ الجميع من تجاوز الصعوبات التي تفرضها الأجندة المثقلة بالمواعيد، وبالمفاجئ من الأحداث التي لا يمكن الإحاطة بها، ولا حساب مآلاتها، فالواقع الآن يفرض إجراءات عمليّة تُجنّب الناشرين عناء التّنقل إلى ساحة يحتمل – مجرّد احتمال – أن تكون فارغة..
في كلّ حال، يبقى التعامل مع «موعد معرض الجزائر الدولي للكتاب» صعبا للغاية، وقد يكون سانحة من أجل شحذ الثّقافة.. من يدري!! لعلّها تقترح المذهل..
موقع الشعب يستخدم نظام الكوكيز. استمرارك في استخدام هذا الموقع ، فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط. تفضل بزيارة سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط . موافق