يتحدث أستاذ علوم الاقتصاد، عمر هارون، عن وضع سوق الطاقوية في الفترة الحالية، والتي تعرف فيها أسعار النفط طفرة غير مسبوقة منذ سنوات، وسط احتمالية نشوب حرب في أي لحظة بين روسيا وأوكرانيا، والتي قد تساهم في استمرار الوضع الحالي لفترة أطول.
وأرجع هارون، أسباب ارتفاع أسعار النفط والتي لامست 100 دولار، هذا الأسبوع، إلى ثلاثة عوامل منها خروج البترول والغاز الصخري من المنافسة بشكل كبير نظرا لتراجع الاستثمارات في المجال بعد تكبد منتجيه خسائر كبيرة.
وتوقع الخبير الاقتصادي، في حوار مع “الشعب أونلاين”، أن تبقى أسعار النفط مرتفعة حتى حلول الصيف القادم على الأقل، لأنها الفترة التي يتراجع فيها الطلب العالمي، مشيرا إلى أن ما يحصل حاليا في السوق النفطية قد يتغير في أي لحظة ما يجعل كل الاحتمالات تدخل في خانة الشك.
ما هي أسباب ارتفاع أسعار النفط في الفترة الأخيرة؟
يمكن حصر الأسباب في ثلاثة عوامل الأول منها هو تراجع التخزين العالمي بعد حادثة تهاوي أسعار العقود الآجلة السنة الماضية إلى ناقص 37 دولار، والسبب الثاني هو خروج البترول والغاز الصخري من المنافسة بشكل كبير نظرا لتراجع الاستثمارات في المجال بعد تكبد منتجيه خسائر كبيرة. والسبب الثالث والرئيسي هو احتمالية نشوب حرب بين روسيا وأوكرانيا وإمكانية فرض عقوبات على روسيا مما سيجعل 13.7 مليون طن من الغاز الذي كان تصدره روسيا لأوروبا أو ما يعادل 18 بالمئة في مهب الريح وهو ما رفع بشكل كبير الطلب في هذه المرحلة.
هل تتوقعون استمرار الطفرة في الأسعار لاسيما على المدى المتوسط؟
نحن الآن في لحظة عدم التأكد وهي أسوأ حالة في الاقتصاد، هناك وساطات كبيرة بين روسيا وأوكرانيا لمحاولة احتواء الوضع لكن أظن أن ارتفاع الأسعار سيبقى مستمرا حتى حلول الصيف القادم على الأقل، وهي الفترة التي يتراجع فيها الطلب العالمي وقد يعود السوق للاستقرار في حدود 80 دولار للبرميل كما يمكن أن يبقى مرتفعا ويتجاوز عتبة 100 دولار كله مرتبط بالأوضاع الدولية وحالة عدم التأكد.
ماذا عن أسعار الغاز؟
أسعار الغاز ترتبط في أغلبها بعقود طويلة الأمد وفق أسعار ثابتة، وهذا ما تتعامل به الجزائر مع شركائها الأوروبيين دون الأخذ بعين الاعتبار للأوضاع الحالية، لكن في حال طلب شحنات إضافية فالأسعار هي الأخرى سترتفع وفق الوضعية الحالية في الأسواق العاجلة وهو ما جعل الرئيس الأمريكي قبل أيام يستقبل ملك دولة قطر ويعتبرها شريك استراتيجي، فهي من أهم الدول القادرة على تغطية مكان روسيا وإن بشكل جزئي في حال نشوب حرب.
مقترحاتكم للتعامل بطريقة ملائمة مع الوضع الحالي؟
الوضع دوليا جد حرج فمن ناحية أوروبا شريك استراتيجي للجزائر وأغلب صادراتنا الغازية موجهة، له كما أن أغلب تعاملاتنا الاقتصادية معهم، وفي نفس الوقت أول شريك في المجال العسكري هو روسيا والعلاقة الجزائرية الروسية تعتبر استراتيجية، في تصوري من المستبعد أن تقوم حرب بين روسيا وأوكرنيا وكل ما يحدث يدخل ضمن محاولة فرض أوضاع جديدة في العالم، خاصة أن روسيا بحاجة للحصول على تنازلات مهمة في قضايا عديدة في الشرق الأوسط ومحاولة فرض تصور جديد لإمدادات الطاقة يلبي حاجات روسيا، وهو ما يجعل الجزائر الآن تتابع الأوضاع عن كثب لتكون أي خطوة محسوبة ولما لا نكون نحن الوسطاء بين الغرب وروسيا في المرحلة القادمة نظرا لعلاقاتنا المتميزة مع الطرفين.