يربط الخبير الاقتصادي أحمد سواهلية، القرارات المعلنة من قبل رئيس الجمهورية لفائدة الشباب البطال، عمال الشبكات الاجتماعية وعمال عقود ما قبل التشغيل، بتكريس الطابع الاجتماعي للدولة وفق رؤية جديدة وأبعاد مستقبلية تتعلق بسوق الشغل.
يوضح أحمد سواهلية، في تصريح لـ “الشعب أونلاين”، أن التدابير المعلن عنها من قبل الرئيس تبون، في لقاءه الدوري مع ممثلي وسائل الإعلام، أمس الثلاثاء، تحمل إجراءات ناجعة في سوق الشغل بعكس ما كان معمول به سابقا.
وبالحديث عن تفاصيل هذه التدابير، أعلن رئيس الجمهورية، عن إجراءات جديدة لفائدة الشباب البطال، وعمال الشبكات الاجتماعية في مختلف المؤسسات والإدارات العمومية، إضافة إلى عمال بصيغ ما يعرف بعقود ما قبل التشغيل.
وكشف الرئيس تبون عن قيمة علاوة البطالة المقدرة بـ 13 ألف دينار، يستفيد منها الشباب العاطلين عن العمل المسجلين في المديريات الولائية للوكالة الوطنية للتشغيل، وعددهم 620 ألف شاب.
وينتظر أن تُرفع منحة عمال الشبكة الاجتماعية التابعين لوزارة التضامن الوطني إلى 11 ألف دينار.
وتقرر أيضا، حسب تصريح رئيس الجمهورية، تمديد عقود العمال في صيغة ما قبل التشغيل بمدة طويلة، إلى غاية استفادتهم من مناصب عمل دائمة.
هذه تدابير يقول بشأنها أحمد سواهلية أنها تسبق توفير مناصب شغل دائمة لفئات من الشباب البطال، سواء من حاملي الشهادات الجامعية، خريجي مراكز التكوين المهني وفئات أخرى.
مطالب إجتماعية
وأضاف سواهلية: “أعتقد أن ما إتخذ من قرارات أمر ضروري ومطلب اجتماعي، تثبيت العمال في صيغ بعقود طويلة يقصد به الذهاب إلى إجراءات نجاعة تسبق الإدماج المهني”.
ويرى المتحدث إلى “الشعب أونلاين”، أن الأمر يتعلق بمقاربة جديدة في سوق الشغل، تهدف إلى معالجة البطالة وما يترتب عنها من آفات اجتماعية مثل الهجرة غير شرعية وانتشار آفة المخدرات..
بالمقابل، يبرز المصدر أهمية إرفاق منحة البطالة بتغطية صحية تسمح لصاحب المنحة الحصول على بطاقة شفاء: “لذلك نعتبر هذه المنحة نفقة عمومية لها طابع اجتماعي وأبعاد اقتصادية مستقبلا.”
ويواصل سواهلية: ” إشكالية الشغل والبطالة هاجس عالمي خاصة في ظل جائحة كورونا، التي ترتبت عنها تبعات كثيرة في كل دول العالم، غير أن الجزائر ورغم الوضع الاقتصادي الصعب، تتجه نحو إيجاد حلولا جديدة للشباب العاطل عن العمل والتمسك بالمحافظة على القدرة الشرائية للمواطنين”.
ويبرز المتحدث أن منحة البطالة مجرد علاوة تكلف للشباب حقوقا اجتماعية قبل حصوله على عمل: “هدف الدولة حسب تصريحات الرئيس يتمثل في توفير مناصب شغل من خلال مشاريع استثمارية، أو إتاحة الفرصة للشباب حاملي الشهادات وخرجي مراكز التكوين المهني لتجسيد مشاريعهم”.
وبالعودة إلى تصريحات الرئيس تبون، في لقائه الدوري بممثلي وسائل الإعلام، قال إن “الجزائر أول دولة بعد أوروبا تؤسس لمنحة لفائدة الشباب البطال”، حيث يشرع في صرفها لمستحقيها بداية شهر مارس المقبل، إلى جانب الإستفادة من تغطية صحية إلى غاية الحصول على منصب عمل.
وكان الرئيس أكد: ” أملنا كبير في عدم استمرار منحة البطالة من خلال توفير مناصب شغل، لاسيما بعد تحرير مشاريع استثمارية عديدة.