أوضح وزير الإعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة الصحراوية، حمادة سلمى الداف، أن دور “مينورسو”، ومن ورائها الأمانة العامة للأمم المتحدة “بات مخجلاً”، فيما تعلق بمسألة تصفية الاستعمار من الصحراء الغربية، أو على الأقل حماية حقوق الإنسان بالمدن الصحراوية المحتلة.
أشار وزير الإعلام الصحراوي في تصريح لـ”الشعب اونلاين” إلى أن البعثات الأممية المنتشرة عبر العالم تأخذ على عاتقها مهمة حماية حقوق الإنسان وتجعله في صلب اهتماماتها، باستثناء بعثة الامم المتحدة للاستفتاء في الصحراء الغربية، المعروفة اختصارا بـ “مينورسو”.
وأعرب الوزير عن أسفه الشديد للوضع الذي وصلت إليه بعثة مينورسو في المدن الصحراوية المحتلة، واصفاً إياها بـ”المدجّنة”، بسبب تقييد حركتها في المدن الصحراوية إلا بموجب ترخيص تمنحه سلطة الاحتلال المغربي، وإذن مسبق من أجل دخول المدن الصحراوية.
وأرجع وزير الاعلام الصحراوي دور “مينورسو” المخجل في التعاطي مع مسألة حقوق الانسان في المدن الصحراوية المحتلة، إلى غياب إرادة جادة والضغط المطلوب من مجلس الأمن الدولي، ومن ورائه بعض الفاعلين في المجلس، خاصة فرنسا، والتي كلّفت الشعب الصحراوي 30 سنة من انتظار السلام المفقود في الصحراء الغربية، وضياع مجهود المجتمع الدولي دون نتيجة بسبب تعنت النظام المغربي.
جبهة البوليساريو حركة تحرير لها الحق في الكفاح المسلح
وأكّد المتحدث أن غياب الضغط على المغرب ستكون له انعكاسات وخيمة وسيجر المنطقة إلى توترات أعنف مما هي عليه الآن، “لأن جبهة البوليساريو حركة تحرير ولها الحق في الكفاح المسلح من أجل تقرير مصير الشعب الصحراوي و استرجاع حقوقه المتسلط عليها من طرف الاحتلال المغربي”، يضيف وزير الإعلام الصحراوي.
وأشار المسؤول إلى أن سلطات الاحتلال المغربي ومنذ استئناف الكفاح المسلح، صعّدت مستوى القمع في حق المواطنين الصحراويين العزل، وأصبحت سياستها قمعية بوليسية مبنية على عسكرة المدن المحتلة، وتكثيف تواجد الأجهزة الأمنية في كل شارع، ومراقبة دقيقة لنشاط وبيوت وأماكن وجود الناشطين الحقوقيين الصحراويين، والتدخل بعنف ضد أي عائلة تحمل خيمة حتى لو كانت لمجرد رحلة سياحية بسبب الخوف من تكرار ملحمة “اكديم ازيك” واستغلال الخيم للاحتجاج على التواجد المغربي.
وأضاف أن ارتفاع وتيرة هذا القمع له مبرراته “فالمخزن بات يدرك اليوم أن المدن الصحراوية رقم صعب في معادلة حرب التحرير، والرباط تأكدت من رفض الشعب الصحراوي للاحتلال، وللوجود الاستيطاني داخل أراضيه”.
من جهة أخرى، أشاد الوزير الصحراوي بنضال وبسالة المناضلة سلطانة خيّا، واصفاً صمودها بـ”الاستثنائي”، الذي جاء بالتزامن مع أقصاف جيش التحرير الشعبي الصحراوي اليومية لقوات العدو المغربي، مشكّلةً بذلك “ملحمة يومية عبرت مفيها عن رفضها للاحتلال من خلال حملة “علمي فوق منزلي” رغم ما تتعرض له من مضايقات و تنكيل وحصار مفروض عليها”.
الحرب عبء كبير على المخزن
وعرّج وزير الاعلام الصحراوي في حديثه لـ “الشعب اونلاين” على مسألة حرب الاستنزاف التي يشنها الجيش الصحراوي على طول جدار العار، مؤكداً أن هذه الحرب إلى جانب نضال الصحراويين في المدن المحتلة “باتت تشكّل عبئاً ثقيلاً على دولة الاحتلال بسبب ارتفاع تكاليفها وازدياد عدد ضحاياها من الجانب المغربي”.
وفي السياق، قال المتحدث إن تكاليف هذه الحرب ستظهر قريباً، خاصة وأن مقدرة حكومة الرباط على تلبية هذه التكاليف بدأت تتضاءل، وهو ما يفسر ارتماءها في أحضان الكيان الصهيوني وارتفاع وتيرة القمع في المدن الصحراوية المحتلة”.
ومعلّقا على عودة العلاقات بين بلاده والهندوراس، قال وزير الاعلام في الحكومة الصحراوية: “إن المغرب يحاول العثور على بعض الاحزاب التي تصل إلى السلطة ويشترط قطع علاقاتها الديبلوماسية مع الجمهورية الصحراوية من أجل الحصول على امتيازات ومصالح معينة. وهو أسلوب ابتزاز تمارسه الرباط مع العالم في سبيل الاعتراف له بسيادته على الصحراء الغربية”.
وأشار الوزير إلى أن “أوروبا أصبحت تشمئز من هذه الممارسات، التي تضع العلاقات الاسبانية-المغربية على صفيح ساخن”. واسترسل قائلا ” الدولة الصحراوية عضو مؤسس للاتحاد الافريقي، وتحوز اعتراف 84 دولة، ولديها 40 سفارة وتمثيلية عبر العالم”.
وأكد المتحدث أن هذه الانجازات هي نتاج معركة ديبلوماسية حققت مكاسب كثيرة، “في الوقت الذي يلجأ فيه المغرب إلى شراء الذمم والبحث في المحيط الفاسد في بعض الأحزاب و التنظيمات، ليثبت للعالم بشكل لا يترك مجالا للشك بأنه يسبح عكس ما هو مطلوب منه، ويرسّخ موقعه ضمن الدول الديكتاتورية والوظيفية التي أصبحت ميداناً لزعزعة الاستقرار أكثر من نشر السلام الذي يشدوه العالم”.