بين الجزائر والدوحة يطلق جسر آخر للتعاون العربي في زمن العولمة بكل تداعياتها الاقتصادية والصحية والجيو-سياسية، فتكون اللبنة التي تحمل تطلعات وآمال العالم العربي لينتقل من مرحلة الصدمة إلى المبادرة بصياغة معالم المستقبل، بما يوفر للأجيال الجديدة فرص تأكيد الحضور على أكثر من صعيد.
قواسم مشتركة لا تقبل التأويل تطلق، من خلال زيارة الرئيس تبون إلى دولة قطر، إشارات بناءة لإعادة تأسيس التعاون العربي بمعايير حديثة ومتوازنة، لا تتأثر بالتغيرات الظرفية وتصمد أمام كل ما يندرج في نطاق إعاقة مسار عودة أمة عربية كانت ولا تزال في صلب معادلة التحولات العالمية والإقليمية في مختلف المجالات.
انطلاقا من هذا، فإن القمة العربية المقبلة التي تحتضنها الجزائر قبل نهاية العام الجاري، سوف تعيد بالتأكيد تشكيل هذا الجسد ذي الامتداد الجغرافي المتميز لتسهم كافة أطرافه في الديناميكية التي تتطلع إليها الشعوب العربية، من خلال استعادة تلك الروح العربية الخالصة التي تحمل تطلعات الأجيال المتعاقبة بأن يكون للوطن العربي مركزه اللائق في المنتظم الدولي، حريصا على حقوقه التاريخية، عنوانها البارز حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس وفقا للشرعية الدولية.
وفي زمن الفعل الاقتصادي، بالتأكيد أن النموذج القائم بين البلدين يؤسس لمقاربة عربية شاملة تتصدى للتحديات الراهنة وتستوعب التطلعات المشروعة التي تنجر عبر إطلاق مشاريع مندمجة تجسد منها البعض في السوق الجزائرية، حيث توفر للرأسمال العربي المحاصر في أكثر من منطقة عبر العالم، كافة الضمانات في ظل مناخ جذاب وتنافسي يشكل فيه المورد البشري الورقة الرابحة المنتجة للقيمة المضافة.
ومن شأن هذه الديناميكية، أن تعطي نفسا للعمل العربي المشترك القائم على وضوح الرؤية، خاصة وأن عوامل النجاح قائمة على أكثر من صعيد، ما يؤهل الوطن العربي للنهوض مجددا وتدارك الركب العالمي في شتى المجالات.
وقد أثبتت تجارب الشراكة، كما هو في مشاريع اقتصادية جزائرية قطرية، جدوى التعاون والتنسيق على أرضية صلبة جدير بأن تحمل كل الطموحات في مختلف المجالات التي تعود بالنفع المشترك، في الفلاحة واسعة النطاق والزراعة التحويلية والتكنولوجيات الجديدة والسياحة كما توفرها السوق الجزائرية.
موقع الشعب يستخدم نظام الكوكيز. استمرارك في استخدام هذا الموقع ، فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط. تفضل بزيارة سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط . موافق