لا شك في أنّ مستقبل كل شعب أو أمّة مرهون بما تملكه من موارد وقدرات، وما تكتنزه من مقادير القوّة والأمن التي تحفظ كيان الدول والشّعوب من النّوائب القاهرة والمخاطر الخفيّة والظّاهرة.
ومع توالي الأقدار تصيب الناس وفق شواهد التّاريخ المجاعات والأزمات وسنون الازدهار والخيرات، ولنا في قصة يوسف الصديق وأهل مصر خير مثال بين ما جمعوه في سنوات الخير، وما تموّنوا به في سنين الجدب والقحط، ولولا أنّ الله سلم وقيض لهم نبيا علم الغيب لحكمة أرادها الله عزوجل لما تسنى لهم أن ينجوا من المجاعة.
يتجلى مليّا أنّه ينبغي علينا أن نستبق الأحداث، ونفكّر في تأمين وجودنا ومستقبلنا الغذائي والمائي، بوضع لجان التفكير ودارسي المستقبليات لاستعمال مقدرات العلم والبحث والتحري لإيجاد السبل والبدائل الكفيلة بمواجهة المخاطر والأزمات التي تجابه بلادنا وشعبنا في كل وقت وحين.
يمثّل التّغيّر المناخي وحالة الجفاف التي ضربت عموم شمال إفريقيا، مع ما يجابه العالم من أزمات ومخاطر بين أكبر مموني العالم بالحبوب التي ارتفع سعرها في السوق الدولية بأضعاف مضاعفة مع نمو أسعار الشحن والطاقة، دعوة واضحة لنعيد النظر في طرق تأمين مياه الشرب للسكان، بالإضافة إلى توفير بدائل ومخططات للحفاظ على النشاط الزراعي وتنويعه في المناطق التي تحوي بنوكا مائية جوفية ووفرة كبيرة في الإنتاج، والأهم من كل هذا هو العمل الجاد الدؤوب لتحقيق الأمن الغذائي في الحبوب من خلال مراجعة تكوين الفلاحين الذين يأتي أغلبهم للزراعة كهوّاة وليس كمحترفين، ولا يملكون رؤى أو مخططات ولا يسندهم المهندسون الفلاحيّون المتخصّصون في توجيه عملهم الزراعي بشكل علمي وفعّال وفق أحدث ما أنتجته علوم الزراعة والتكنولوجيا.
إنّ تأمين قوت الشعب وسيادته الغذائية والمائية يعتبر أمرا شديد الأهمية، يجب أن تسخّر له سياسات مستدامة تعمل بشكل مطرد لتحقيق النّماء والكفاء في ماء وغذاء الجزائريّين.
موقع الشعب يستخدم نظام الكوكيز. استمرارك في استخدام هذا الموقع ، فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط. تفضل بزيارة سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط . موافق