توجت زيارة الدولة التي قام بها رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، إلى دولة قطر منذ السبت الماضي، بدعوة من أميرها، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، ببيان ختامي مشترك.
جاء في البيان المشترك”: انطلاقا من العلاقات الأخوية والروابط التاريخية المتميزة التي تجمع بين الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية ودولة قطر، وتلبية للدعوة الكريمة من حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير دولة قطر، قام رئيس الجمهورية الجزائرية السيد عبد المجيد تبون بزيارة دولة إلى دولة قطر خلال الفترة من 19 إلى 21 فيفري 2022.
وقد عقد القائدان محادثات ثنائية موسعة ركزت على العلاقات بين البلدين وبحث سبل تعزيزها وتطويرها في كافة المجالات، وتبادل الجانبان وجهات النظر حول المسائل والقضايا التي تهم البلدين على الساحتين الاقليمية والدولية، وأكدا العمل على تنسيق مواقفهما بما يخدم مصالحهما ويعزز الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم.
وقد عكست هذه المباحثات عمق العلاقات الثنائية وتطابق وجهات نظر البلدين على المستوى الثنائي، وقد أعرب الجانبان عن ارتياحهما للتشاور والتنسيق بين البلدين وتطلعا إلى تعزيزها على كافة المستويات، كما أثنيا على علاقات التعاون المتميزة وعبرا عن رغبتهما في الارتقاء بها في جميع المجالات لاسيما الاقتصادية والتجارية وقطاع الغاز، وفي هذا السياق جدد الرئيس عبد المجيد تبون امتنانه لأخيه حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني على الدعم الذي قدمته دولة قطر لمرشح الجزائر الذي تم انتخابه أمينا عاما
لمنتدى الدول المصدرة للغاز.
وأكد القائدان على ما يزخر به البلدان من فرص حقيقية ومتنوعة لتعزيز التعاون من خلال تمكين فرص التكامل الاستثماري بين البلدين وإقامة الشراكات فضلا عن زيادة حجم التبادل التجاري وتنويعه.
واستعرض الجانبان مستجدات الأوضاع المتغيرة على الساحة الدولية وانعكاساتها على المنطقة العربية مؤكدين على ضرورة السعي لإرساء علاقات دولية متوازنة تحتكم لميثاق الأمم المتحدة والمبادئ الراسخة في هذا الإطار.
كما شددا على أهمية إعلاء قيم الوحدة والتضامن بين الدول العربية لتجاوز مختلف الأزمات الراهنة التي تمر بها المنطقة واتفقا على دعم أطر وآليات العمل العربي المشترك وتعزيزها في أفق الاستحقاقات المقبلة، لاسيما القمة العربية المرتقبة بالجزائر.
وبهذا الصدد، ثمن حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني جهود أخيه الرئيس عبد المجيد تبون وحرصه على توفير الأجواء المواتية لنجاح هذه القمة، مؤكدا استعداد دولة قطر لمساندة هذه المساعي والمساهمة في تحقيق النتائج المرجوة منها، خاصة في ظل التحديات المشتركة التي تواجه الدول العربية على مختلف الأصعدة.
وبخصوص القضية المركزية للأمة العربية، استعرض القائدان آفاق حشد المزيد من الدعم الدولي للقضية الفلسطينية بما يحفظ حقوق الشعب الفلسطيني الشقيق ويضمن إقامة دولته المستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشريف، وفقا لقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية. كما شددا على أهمية تحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية والمسعى الذي أطلقته الجزائر بهذا الصدد استكمالا للجهود المخلصة التي قامت بها العديد من الدول العربية، لاسيما دولة قطر، لتحقيق التقدم المنشود نحو هذا الهدف الأسمى.
كما تناول القائدان أهم الأزمات التي تهدد السلم والأمن في المنطقة العربية وأكدا على توافق مواقف البلدين حول ضرورة بلورة حلول سلمية تحقق تطلعات الشعوب المعنية وتنأى بدولها عن أخطار التدخلات الخارجية. وفضلا عن ذلك، تم التطرق إلى أزمة جائحة كورونا وسبل تشجيع التوجه نحو امتلاك الدول العربية لمقومات الأمن الصحي والاكتفاء الذاتي في هذا المجال.
ووجه الرئيس الدعوة لسمو الأمير لزيارة الجزائر وقد رحب سموه بتلك الدعوة و وعد بتلبيتها في الموعد الذي يتم الاتفاق عليه عبر القنوات الدبلوماسية”.