طالعنا موقع Datareportal بأرقام (ممتازة) عن استعمال شبكة أنترنيت بالجزائر. فقد أورد بتقريره، أن مستعملي الشّبكة الجزائريين فاق سبعة وعشرين مليونا، وهو رقم ارتفع – مقارنة بالسّنة الماضية – بحوالي 16 بالمائة، وكل شيء جميل..
المفيد الآن، هو أن التّقرير يشير إلى أنّ مستعملي الشّبكات الاجتماعيّة (حصرا) يفوق السّتّة والعشرين مليون مستعمل، وهو ما يعني أن باقي المستعملين لا يمثّلون سوى نسبة صغيرة جدّا، وهذا ينتهي بنا إلى القول تلقائيّا، إنّ الأغلبية «تعتقد اعتقادا خالصا» أن أنترنيت هي «التّواصل الاجتماعيّ»، ومن هذا نستنتج أنّ معظم مستعملي النّت، لا يكادون يخرجون من (الحومة) بحكم أن خوارزميات مواقع التّواصل، تستغلّ «عنوان إقامة المستعمِل» في توزيع إشهاراتها، ما يتطلّب منها ربطه بمحيطه القريب كي تتمكّن من تمرير (رسالتها) الاقتصاديّة، ويفسح لها أريحيّة أكبر في استعمال أولئك الّذين يعتقدون أنهم «يستعمِلونها»، بأمثل طريقة.
وإذا أمعنّا النّظر في تقرير (الدّيجيتال الجزائري)، سنرى حتما أن الأغلبيّة التي تعيش تحت رحمة التّواصل الاجتماعي، ترتبط بمنصّة «فايسبوك» حصرا، فهؤلاء يمثلون أكثر من خمسة وعشرين مليونا، بينما لا تكاد منصة «تويتر» تجد من يهتمّ بها، ناهيك عن منصّة «لايكند إن» التي تقرّب بين أصحاب المهن، وتفتح الآفاق أمام الباحثين عن العمل، أو منصّة «أكاديميا» التي يبقى الحضور الجزائري بها باهتا، لا يكاد يعبّر عن خاصّة نفسه.
ونعتقد أن الأرقام التي بين أيدينا، تستدعي المسارعة إلى الدّراسة المعمّقة، بقصد التّوصّل إلى وضع استراتيجية محكمة من أجل تصحيح فكرة «أنترنيت»؛ ذلك أن الفوائد التي تتيحها للمستخدم عظيمة، وهذه تضيع على من يعتقد أنه يستخدمها على مستوى «فايسبوك»، ثمّ إنّ استراتيجية «الإعلام» التي تميل إلى الاعتماد على الرّقمي، ستجد نفسها، دون شكّ، معطّلة، لأنّها لن تجد وظيفة تتكفّل بها..
موقع الشعب يستخدم نظام الكوكيز. استمرارك في استخدام هذا الموقع ، فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط. تفضل بزيارة سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط . موافق