ليست التكنولوجيا وحدها من أوصلت الدول الغربية لهذه الدرجة من التطور وفي جميع الميادين، وإنما الاعتراف وتثمين ما حققه أي مسؤول قبل مغادرته لمنصبه. وليس هذا فحسب، بل يواصلون ولا يعودون للصفر أبدا، هم يبدأون من حيث انتهى من سبقهم، ولا يبخسون الناس أشياءهم أبدا.
هذه القاعدة التي تحولت إلى ثقافة في بلاد الغرب، لا توجد عندنا ولم نستطع أن نكتسبها، بالرغم من أننا نحسن التقليد، خاصة في الأمور التي لا تجلب لنا أية منفعة.
نحن بالعكس طوّرنا ثقافة «أنا لي بادرت»، الكل يريد أن يعود له الفضل في أنه أطلق مشروعا أو ما شابه، لكن لا أحد يثمّن ما بدأه غيره ويواصل على نفس المنوال وغيره يضيف أشياء جديدة، هكذا تتقدم الدول وترتقي، لا أحد يحمل ضغينة لمن سبقه في المسؤولية ولا يقلل من شأنه، حتى الأطباء أذكرهم على سبيل المثال لا الحصر، يعملون بنفس المنطق، كل طبيب يعتقد أنه الأحسن، وأن الدواء الذي وصفه غيره لا يشفي، وقد ينسى أخلاقيات المهنة وينتقد زميله، ليكسب ثقة المرضى ويحقق الشهرة وهو يعتقد في قرارة نفسه بالمثل الشعبي «أنا وحدي نضوي لبلاد».
هذه هي حالتنا، للأسف، والتي لا يمكن أن تغيرها ولا تطورها لا الإمكانات المادية ولا التكنولوجيا الحديثة، كما يعتقد البعض، لأنها ببساطة هي مسألة ذهنيات متحجرة وعقليات بالية، تأبى إلا أن تكون هكذا، بالرغم من ان ذلك كلفنا حالة التخلف والتقهقر في جميع الميادين.
موقع الشعب يستخدم نظام الكوكيز. استمرارك في استخدام هذا الموقع ، فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط. تفضل بزيارة سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط . موافق