أثارت العملية العسكرية التي اطلقتها روسيا فجر اليوم الخميس في اوكرانيا بهدف “حماية سكان منطقة دونباس”، ردود فعل دولية منددة، فيما أكدت الصين أن مخاوف موسكو بشأن الأمن “مقنعة” و”منطقية”.
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اعلن فجر اليوم عن إطلاق بلاده عملية عسكرية خاصة في أوكرانيا بهدف “حماية سكان منطقة دونباس”.
وحذر بوتين من أن موسكو سترد فورا على أي محاولة من الخارج للحيلولة دون العملية العسكرية التي شنتها ضد أهداف في أوكرانيا، بحسب وسائل اعلام روسية.
وفي رد فعله على العملية العسكرية، دعا الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، ليلة الاربعاء، الرئيس الروسي إلى إعادة قواته الى مواقعها.
وقال غوتيريس للصحفيين -عقب اختتام الاجتماع الطارئ لمجلس الأمن بشأن أوكرانيا: “يجب أن أقول للرئيس بوتين : +باسم الإنسانية، أعد قواتك إلى روسيا. باسم الإنسانية، لا تسمح ببدء ما يمكن أن تكون أسوأ حرب في أوروبا منذ بداية القرن+”.
واضاف: “ففي الوقت الذي يخرج فيه العالم من براثن كوفيد-19 وفي الوقت الذي تحتاج فيه الكثير من الدول النامية إلى مساحة للتعافي، سيكون الأمر صعبا للغاية مع ارتفاع أسعار النفط ومع وقف صادرات القمح من أوكرانيا، ومع ارتفاع أسعار الفائدة بسبب عدم الاستقرار في الأسواق الدولية”.
من جهته، تعهد الرئيس الأمريكي جو بايدن، أن “العالم سيحاسب روسيا” على هجومها في اوكرانيا، محذرا من انه سيتسبب “في خسائر بشرية كارثية”.
وتأتي هذه التطورات في وقت اعلن فيه الرئيس الامريكي امس الأربعاء فرض عقوبات على خط انانيب “نورد ستريم 2″ لنقل الغاز الطبيعي من روسيا إلى ألمانيا، فيما كانت ألمانيا اعلنت تجميد هذا المشروع.
واصدرت منظمة حلف شمال الأطلسي (ناتو) إجراءات إضافية من أجل حماية من اسمتهم بـ”الحلفاء” في شرق أوروبا، مع العلم ان الحلف اعلن في وقت سابق عن نشر قوات تابعة له في جناحه الشرقي، قائلا: “لدينا أكثر من 100 طائرة في حالة تأهب قصوى وهناك أكثر من 120 سفينة تابعة للحلف موجودة من أقصى الشمال إلى البحر المتوسط”.
من جهتها، نددت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين ورئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال بالعملية العسكرية وتعهدا بـ”محاسبة” موسكو.
ودعا المستشار الألماني أولاف شولتس، البرلمان الألماني إلى عقد جلسة طارئة، الأحد المقبل، وقال إن “الغزو الروسي لأوكرانيا يهدد الأمن الأوروبي”.
وذكرت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك إن برلين وحلفائها في مجموعة السبع والاتحاد الأوروبي والناتو تحضر للعقوبات “الأقسى” على روسيا.
بدوره، دعا مكتب رئاسة الوزراء البريطاني بوريس جونسون الى اجتماع طارئ لقادة دول الحلف. وقال جونسون “هذه كارثة لقارتنا”.
الحكومة الايطالية قالت في بيان إن قرار موسكو بشن حملة عسكرية “غير مبرر ولا يمكن تبريره”. وكانت إيطاليا إلى جانب فرنسا وألمانيا من بين الدول الأوروبية التي ناقشت فرض عقوبات على موسكو ولكن بشكل تدريجي نظرا للعلاقات الاقتصادية التي تجمعها بروسيا.
ووصفت الحكومة الاسبانية الخطوة بـ”الاعتداء غير المبرر على الإطلاق وبالانتهاك الفاضح للقوانين الدولية التي تهدد الأمن العالمي والاستقرار”.
كما اعتبر الرئيس التركي رجب طيب اردوغان أنها “ضربة قاسية للسلام والاستقرار الإقليمي”. وقال : “نرفض هذه العملية غير المقبولة”، مجددا دعواته إلى حل المشاكل “من خلال الحوار”.
اما بالنسبة للصين، فقال وزير خارجيتها وانغ يي لنظيره الروسي سيرغي لافروف إن الصين تتفهم “مخاوف روسيا المقنعة بشأن الأمن”، بعد ساعات من بدء الجيش الروسي العملية العسكرية.
وبحسب ما جاء في بيان نشرته الخارجية الصينية، قال يي: “لطالما احترمت الصين سيادة ووحدة أراضي جميع الدول ولكن في نفس الوقت استنتجنا أيضا أن المسألة الأوكرانية معقدة ولها تاريخ خاص ومعقد. نتفهم مخاوف روسيا المنطقية في مسألة الأمن”.