تسعى وزارة المجاهدين وذوي الحقوق الى استرجاع الأرشيف الوطني الهام المتواجد بالقاعدة الشرقية بتونس وكذا المتواجد بايطاليا قريبا، وذلك بعد الاتفاق مع سفارة البلدين، لإعادة كتابة التاريخ بشكل صحيح والحفاظ على الذاكرة الوطنية.
كشف وزير المجاهدين وذوي الحقوق العيد ربيقة، في لقاء مع ممثلي المؤسسات الإعلامية، أنه لأول مرة وبمناسبة عيد النصر سيتم إسترجاع كل الأعمال السمعية البصرية المنجزة من طرف الصحافيين الايطاليين من 1957 إلى غاية تغطية مظاهرات 11 ديسمبر 1960، وهذا بعد الاتفاق مع السفارة الإيطالية.
وستتبعها عمليات أخرى لإسترجاع بقية الأرشيف المتواجد بعديد الدول العربية والأوروبية.
وأوضح الوزير أن هذه الأعمال ستسلم قريبا لقطاع المجاهدين وذلك بعد إعادة ضبطها واصلاحها لتمنح المادة التاريخية للإعلاميين ومراكز البحث والطلبة.
أعمال توثيقية كبيرة حول يوم النصر ستعرض لأول مرة
وأضاف الوزير أن القطاع بصدد إعداد شريط وثائقي خاص بإتفاقية إيفيان ويوم النصر وأعمال توثيقية كبيرة ستعرض لأول مرة، في معرض للصور والجرائد الوطنية والاستعمارية التي صدرت إبان تلك الفترة.
في المقابل تطرق الوزير إلى التحضيرات الجارية لإحياء المحطات التاريخية القادمة، والمحاور الكبرى لبرنامج القطاع المزمع تجسيده إحياءً للذكرى الستين لاسترجاع السيادة الوطنية.
وأكد أن سنة 2022 ستكون مميزة في الذاكرة الوطنية عبر إحياء المحطات التاريخية ورموز الثورة مثل عيد النصر وستينية استرجاع السيادة الوطنية وهذا بالتعاون مع كل القطاعات ومرافقة وسائل الإعلام حتى نحافظ على أمانة الشهداء.
وأبرز ربيقة الأهمية التي توليها السلطات العمومية وعلى رأسها رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون لموضوع الذاكرة بتناول التاريخ الوطني بكل السبل لاسيما عن طريق السمعي البصري لإيصاله إلى الأجيال، حيث أعطى الوزير الأول توجيهات للتنسيق مع وزارة التربية الوطنية.
وأضاف أنه تم عقد جلستين مع إطارات وزارة التربية والمنظمة الوطنية للمجاهدين لجعل المجاهدين يتنقلون من ولاية لأخرى ويلقون دروسا أمام تلاميذ الأطوار الثلاثة كي يعرفوا ما معنى ثورة ومجاهد، مع إعادة النظر في المناهج، وفي هذا الصدد يعمل قطاع المجاهدين على تحضير الدليل المنهجي للأستاذ وللأطوار الثلاثة التعليمية.
وكشف الوزير وجود إتفاق مع وزير التعليم العالي والبحث العلمي لتزويد قطاع المجاهدين بالأساتذة المتخصصين.
وشدد ربيقة على أهمية استخدام التكنولوجيات الحديثة لتبليغ تاريخ الجزائر للأجيال القادمة وتعرفيهم بالمعالم التاريخية مثل المحتشدات ومراكز التعذيب خاصة أننا نفقد يوميا المجاهدين الذين يمثلون جيل الثورة.
وقال أيضا: ”نفكر في انشاء معرض أو متحف رقمي موجه لأبناء الجنوب الذين لا يستطيعون التنقل”.
التأسيس لأكاديمية التاريخ الوطني
ونبه الوزير إلى نقطة متعلقة بتصحيح الكثير المصطلحات التاريخية مثل الاستقلال والأصح هو استرجاع السيادة الوطنية، مشيرا إلى أن القطاع طرح في هذا الشأن مشروع القانون التمهيدي المعدل، كما فتح العديد من الورشات على مستوى المركز الوطني للدراسات والبحث في الحركة الوطنية وثورة أول نوفمبر 1954 للنهوض بهذا المركز، قائلا: “المركز لسان حال وزارة المجاهدين من الناحية العلمية والأكاديمية نرقيه إلى مستوى مركز بحثي متخصص ونبدأ نؤسس لأكاديمية التاريخ الوطني” .
وفي رد عن سؤال “ذاكرة الشعب” حول برنامج القطاع الخاص بمجازر 8 ماي 1945، أوضح الوزير أن هذه المجازر الموسومة باليوم الوطني للذاكرة ستكون الإحتفالات بها مميزة هذا العام.