أكد الوزير الأول أيمن بن عبد الرحمن، أنه يتعين على المدرسة الوطنية للإدارة وجميع المؤسسات التي تضمن التكوين، تكييف برامجها مع التطورات الحاصلة والطرق العصرية في التسيير الإداري.
قال أيمن بن عبد الرحمان أثناء إشرافه على تخرج الدفعة الـ 50 للمدرسة الوطنية للإدارة التي تحمل اسم الشهيدة مليكة قايد، هذا الاثنين، إنه من الضروري تكييف برامج التكوين مع المتطلبات العصرية، و “إدراج قيادة وأساليب حديثة في التواصل على مستوى العمل”
وأضاف بن عبد الرحمان:” لا نشك في قدرات الشباب المتخرجين والمكاسب التي تحصلوا عليها أثناء تكوين الجامعي.. أنتم مقبلون على مرحلة جديدة لبناء وطنكم”.
وأشار الوزير الأول إلى أهمية الاستثمار في الشباب والتخطيط الاستراتيجي ومتابعة وتقييم السياسات العمومية والإدارة العامة والموارد البشرية، والتسيير العمومي القائم على النتائج.
وأكد الوزير الاول أن كسب رهان عصرنة الادارة وتقريبها من المواطن مرتبط بمدى قدرتها على تكوين إطارات تتولى تسييرها بكل احترافية واقتدار.
وأضاف القول أن “نجاح ورشات الإصلاح وديناميكية التحولات التي تعرفها البلاد، بقيادة رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، يقتضي أن يرافقها مورد بشري كفؤ وإطارات قادرة على مواكبة هذه الإصلاحات”، وهو ما يقتضي الاهتمام بالتكوين باعتباره “ركيزة أساسية في مسار إصلاح وعصرنة الإدارة والوظيفة العمومية”.
وبالنظر إلى أهميته، أولى مخطط عمل الحكومة “أهمية بالغة للعنصر البشري ضمن مسعى تحقيق الحوكمة المتجددة القائمة على تحسين الأداء وتعزيز الشفافية من خلال أخلقة الحياة العامة وعصرنة الإدارة”–حسب الوزير الاول—مذكرا في هذا المقام بأن الاطارات هم “أَهم وأثمن الأُصول التي تحوزها أي إدارة أو مؤسسة باعتبارهم هم من يصنعون فعالية أداء الهيئات والإدارات” من خلال نوعية السياسات والبرامج التي يقترحونها، القرارات التي يتخذونها أو الخدمات التي يقدمونها للمواطنين”.
وعليه- يضيف الوزير الاول- فان عملية تقييم أداء الموظفين العموميين من شأنها أن تشكل “أداة لتعزيز تحقيق النتائج المتوخاة من السياسات العمومية، على أن يكون تدريب وتأهيل الأعوان مستمرا وموائما للمسار الوظيفي لعون الإدارة وكذا لمتطلبات المنصب واحتياجات الإدارة”.
وبالمناسبة، ذكر بن عبد الرحمان بالجهود التي بذلتها الجزائر من أجل” توفير كل الوسائل لتمكين أبناء الشعب من تحصيل علمي وتربوي يقضي على مخاطر الجهل والأمية التي تركها الاستعمار البغيض” بفضل مجانية و واجبارية التعلم، وهو ما مكنها–كما قال– من “تخطي أصعب العقبات وتبوأ أحسن المراكز على المستوى الدولي في معيار التنمية البشرية”.
وأشار بهذا الخصوص الى أن المدرسة الوطنية للإدارة ومن خلال الخمسين دفعة التي تخرجت منها، قد كونت “على مدار 58 عاما ما يزيد عن 7000 إطار من خيرة إطارات الأمة ناهيك عن مختلف دورات التكوين لفائدة المؤسسات والإدارات العمومية التي استفاد منها آلاف الموظفين وكذا إطارات العديد من الدول الصديقة خاصة الإفريقية منها في إطار اتفاقيات التعاون الدولي”.
وثمن مدير المدرسة الوطنية للإدارة، عبد المليك مزهودة جهود المؤطرين وتفانيهم في ضمان تكوين المتخرجين وتكيفهم مع الوضع الصحي الذي فرضته جائحة كورونا.
واعتبر ذات المسؤول انه بتخرج هذه الدفعة تكون المدرسة قد “اضافت لبنة أخرى في مسار الدولة الرامي إلى تجسيد عصرنة الإدارة واصلاحها لتحسين المرفق العام بإطارات قادرة على رفع التحدي ومواكبة التغيرات”.
وجرى حفل التخرج بحضور كل من وزير الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية، كمال بلجود، وزير المالية عبد الرحمان راوية، وزير الرقمنة والاحصائيات حسين شرحبيل، مستشار رئيس الجمهورية، مكلف بالعلاقات الخارجية، عبد الحفيظ علاهم، وبوعلام بوعلام مستشار رئيس الجمهورية مكلف بالشؤون القانونية والقضائية، مستشار رئيس الجمهورية مكلف بالأرشيف والذاكرة الوطنية، عبد المجيد شيخي، وسيط الجمهورية ابراهيم مراد، والي العاصمة أحمد معبد وكذا إطارات وأساتذة وباحثين وتلاميذ المدرسة.
وبعد أخذ صورة جماعية مع المتخرجين، قام بن عبد الرحمان بتكريم المتفوقين الأوائل بمنحهم إجازات المدرسة، كما كرم عائلة الشهيدة مليكة قايد التي تحمل الدفعة اسمها.
وتتكون الدفعة ال50 للمدرسة الوطنية للإدارة “مولاي أحمد مدغري”، من 115 متخرجا تلقوا تكوينا متخصصا دام ثلاث سنوات في خمس تخصصات، هي: الاقتصاد والمالية، التدقيق والمراقبة، الإدارات والمؤسسات العمومية، العلاقات العامة والتعاون وإدارة واقتصاديات الجماعات المحلية.(وأج)