نظم المجلس الأعلى للغة العربية، اليوم الثلاثاء، بالجزائر العاصمة، ملتقى وطني حول ” اللغة العربية والعلوم.. تآلف معرفي عابر للتخصصات”.
الملتقى ينظم بمناسبة إحياء اليوم العربي للغة الضاد، المصادف للفاتح من مارس من كل سنة، بمشاركة نخبة من الباحثين المختصين في الحقل اللغوي واللساني من مختلف الجامعات على المستوى الوطني.
يروم هذا الملتقى، الذي عرف تقديم 22 مداخلة حضوريا و10 مداخلات عن بُعد، “مسائلة اللغة العربية في تآلفاتها المعرفية وعلاقاتها الابداعية من خلال توسل العلوم والمعارف بها لاستثمار طاقاتها التعبيرية والجمالية وتقديم صورة عن النضج المعرفي الذي بلغته الدراسات العربية عامة واللغوية خاصة”، وفقا لرئيسة اللجنة العلمية للملتقى الدكتورة مليكة النوي .
وأشارت المتحدثة، في إفتتاح التظاهرة، الى أن المجلس الأعلى للغة العربية من خلال اختيار إشكالية الملتقى يرجو “الاستئناس بما كتب حول الدراسات البينية مستهديا بموضوعات هذا الحقل المعرفي الذي يسعى إلى جمع ما تشظى من العلوم والمعارف في محاولة منه لإعادة ربط جسور المعرفة فيما بينها لتكون اللغة نافذة العقل والروح “.
وذكرت المتحدثة أن المداخلات صبت في تفكيك طبيعة العلاقات بين اللغة العربية والعلوم من خلال اعمال تطبيقية عبرت عن انفتاح افاقها المعرفية والفكرية من خلال تعالقات اللغوي بالرياضي والفلكي والموسيقي والاقتصادي وغيرها من الحقول المعرفية .
وأشار رئيس المجلس الأعلى للغة العربية، صالح بلعيد، – في كلمة قرأتها نيابة عنه، عضو المجلس آمال حمزاوي- أن الاحتفاء سنويا بلغة الضاد هو استحضار “لعلمية اللغة العربية باعتبارها لغة الحضارة والانسانية وما عرفته من عطاء واخذ عبر مختلف الازمنة ومس كل العلوم”، معتبرا أن “اللغة العربية كانت خميرة استحضار العلوم وقد اعطت اكثر مما اخذت واستندت علومها على الثروة الخام في ذاتها ولذاتها في تكامل معرفي متنوع “.
وأضاف بلعيد أن اللغة العربية “كانت لغة العلم والرياضيات والفلك والهندسة والمنطق والفلسفة والتصوف والفلاحة والصناعة والاقتصاد وانتعشت بفضل غيرة العلماء عليها وانكبابهم على البحث العلمي والاختراع والتجريب والتحصيل المعرفي والتصنيف في شتى المجالات التي اعترف المستشرقون الغربيون بريادة العرب “.
وفي هذا الإطار، دعا بلعيد إلى ضرورة ” تعميم استعمال اللغة العربية في مختلف العلوم وفي كل مناحي الحياة، وتشجيع الباحثين وتحفيزهم معنويا وماديا للأبداع بالعربية، إلى جانب ضرورة الإهتمام بالبحوث التربوية والعلمية والترجمية تحقيقا للأمن الثقافي وتفعيل المجامع والمؤسسات والمجالس العليا ومراكز البحوث العاملة على تطوير اللغة العربية بمنهجيات حديثة”.
وتواصلت أشغال الملتقى باستعراض عديد المداخلات على غرار “النحو العربي والمنطق الرياضي”، “إيقاع اللغة مقاربة في موسيقية اللغة العربية”، الطوبونوميا والعلوم قراءة عابرة للتخصصات في ظل نظم المعلومات الجغرافية”، “مقاربات فيزيائية للصوت اللغوي في التراث اللساني العربي”.