تملك الجزائر جالية نوعية في كل أصقاع العالم، فكوادر البلاد التي هاجرت كثيرة ووفيرة، لكن السؤال المطروح بكل وجاهة، هل تستثمر الجزائر في كوادرها وكفاءاتها في الخارج، ليس فقط من خلال المنظور التقليدي المرتبط بعودتهم أو مساعي ظرفية لإدماجهم؛ ذلك أن وجودهم في دول الغرب في حد ذاته يمكن أن يصبح، إذا أحسن استغلاله، ثروة لا تقدر بثمن.
إن الجزائر اليوم وغدا بحاجة لتطوير استراتيجية للاستفادة من الكفاءات العلمية وأصحاب رؤوس الأموال الجزائريين وكل القدرات المهاجرة، لتحقيق الإدماج المعرفي والاقتصادي وربط الجالية بالوطن وفتح الأبواب المشرعة أمامها لتقديم خبراتها وخدماتها لبلادها في مختلف القطاعات.
ويتحقق ذلك بالربط الفكري والثقافي بين الجالية والقيم الوطنية التي تعد قاعدة أساسية لنمو أجيال واعية بانتمائها تكون سفيرة لبلدها وخادمة لمصالحه في الخارج؛ ذلك أن الروابط الفكرية والثقافية والقيمية هي التي دفعت الاستعمار وأدواته للعمل على محو الشخصية الوطنية خلال حقبة الاستعمار ومحاولة إخراج جيل مشوه بشخصية أهلية مفرنسة قيميا، وهو ما يجب التفكير به عمليا، من خلال تطوير طرق دعم الارتباط الفكري والقيمي للجالية بوطنها الأم، مع الاندماج الفعال في المجتمعات التي يتواجدون بها، لأجل تشكيل قوة إيجابية تدعم إنتماءها وتحافظ على فعالية وجودها في الخارج.
يعد تنظيم الجالية وهيكلة أفرادها من خلال التنظيمات القانونية والأدوات الرقمية، أكثر الطرق فعالية لبناء الجسور وتذليل التحديات لتحقيق التكامل بين الجالية والوطن وهو ما يتيح لها الدفاع عن مصالحها ورعايتها والمشاركة الإيجابية في الحياة العامة في البلد المضيف، إلى جانب الإسهام في دعم مختلف المشاريع في الجزائر وإعطاء صورة مشرفة عن البلاد ومستقبلها.
إن توفير أقسام أو نوادي للاقتصاد والاستثمار وأخرى للبحث العلمي والإدماج المعرفي وغيرها، لتعد أسسا حيوية للاستفادة من الكوادر الوطنية العاملة في الجانب الاقتصادي والعلمي والإنساني وغيرها، لتطوير مستقبل علاقة الجالية بوطنها، ومستقبل البلاد ورؤيتها الإصلاحية.
موقع الشعب يستخدم نظام الكوكيز. استمرارك في استخدام هذا الموقع ، فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط. تفضل بزيارة سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط . موافق