ليست الأزمة التي تجري فصولها أمامنا كل يوم بالأزمة البسيطة، ولكن ينبغي القول إن العمليات العسكرية الروسية في أوكرانيا ليست فريدة من نوعها، علينا أن نتذكر الحرب في أفغانستان والحرب على العراق وقصف ليبيا والعمليات العسكرية متعددة الأشكال في سوريا والعمليات العسكرية في مالي وغيرها.
الأزمة ذات خصوصية، لأنها أخذت صيغة مواجهة بين روسيا والغرب، حتى وإن كانت التزامات الرئيس الأمريكي واضحة ومتكررة بأن بلاده لن ترسل قوات عسكرية لأوكرانيا، وأن الاتحاد الأوروبي لا ينوي هو الآخر القيام بأي عمل عسكري في أوكرانيا ضد القوات الروسية. لهذا هناك اليوم تساؤلات كبيرة يطرحها المحللون والخبراء، منها مثلا: هل يتوقف تمدد حلف الأطلسي شرق أوروبا وهل يمكنه عمليا أن يستمر؟ أي تحولات في العلاقات الدولية، بدءاً بموازين القوة بين روسيا والغرب وخاصة بين تحالف محتمل قيامه بين روسيا والصين من جهة والغرب من جهة أخرى؟ هل مرجح قيام تعددية قطبية أم ثنائية قطبية؟ وهل يمكن أن تقوم تحالفات جديدة؟ وهل يعود لعدم الانحياز دوره وأي دور سيكون للقوى الجديدة ولبلدان الجنوب؟
هل ستصل الأمور إلى مراجعة كلية لمنظومة الأمم المتحدة ولمنظومة «بريتن وودز» الاقتصادية وآليات اتخاذ القرار فيهما، أي نظام دولي يمكن اليوم أن يقوم، وهل صار من الممكن انتزاعه، أم أن الأمر مؤجل لغاية استقرار موازين القوى الجديدة نهائيا؟ ثم أي عمل يمكن القيام به قاريا وعالمثالثيا من أجل تشكيل قوة تفاوضية ذات ثقل فاعل؟
إنه زمن علامات الاستفهام، وهو زمن ضرورة التفكير الجدي في التحولات المحتملة والممكنة.
الباحثون والخبراء والدبلوماسيون أمامهم اليوم مستجدات، الكثير منها لم يسبق التفكير فيه.
موقع الشعب يستخدم نظام الكوكيز. استمرارك في استخدام هذا الموقع ، فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط. تفضل بزيارة سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط . موافق