نظم مركز الشعب للدراسات والبحوث ندوة دولية بعنوان العملية العسكرية في اوكرانيا “الدولفع والتداعيات”، بمقر المركز اليوم السبت، وعرفت الندوة مداخلات قيمة لأساتذة ومتخصصين في الشان الدولي من اوروبا والجزائر.
أوضح نائب رئيس معهد شيلر والمتحدث الرسمي لحركة ليندون لاروش، ألمانيا الولايات المتحدة الأمريكية، هارلي شلانجر، في مداخلته التي جاءت بعنوان ” الحرب الاقتصادية ضد روسيا بوصفها أداة لمنع التكامل الاقتصادي لمنطقة الأوراسيا مع أوروبا الغربية”، إنّ الحرب الاقتصادية على روسيا تهدف الى انهيارها منظومتها المالية والاقتصادية.
ووصف نائب رئيس معهد شيلر، هذه العقوبات الاقتصادية بنوع من أسلحة الدمار الشامل التي تضرب بعرض الحائط كل الاعراف والقوانين الدولية. وقال”ان العقوبات الاقتصادية التي تحاول أخذ صفة الشرعية تعود تداعياتها على الشعوب وليس الانظمة”.
واستشهد شلانجر بما حدث في العراق واليمن وسوريا وكيف انعكست تلك العقوبات على الشعوب.
وافاد بأن هذه العقوبات تعمل على منع التكامل الاقتصادي بين اوراسيا وأوربا الغربية خصوصا مع بروز المشروع الصيني الكببير “مبادلات الحزام” و “طريق الحرير”.
وأضاف شلانجر ان العقوبات الاقتصادية على روسيا ليست في صالح أوكرانيا حتى انها لا تخدم مصالحها الاقتصادية وتزيد من الضغط على المستوى المعيشي للشعب الأوكراني.
وأشار المتدخل في ندوة مركز الشعب للدراسات والبحوث ان الشعب الأوكراني تم استعماله في هذه الحرب والتضحية به.
وأكد المتحدث الرسمي لحركة ليندون لاروش، ألمانيا الولايات المتحدة الأمريكية، أن مسعى روسيا لإبعاد الناتو عن حدودها هو أمر مشروع حسب وجهة نظره، لأن أمن أي دولة مرتبط بأمن جوارها وهو ما تبحث عنه روسيا.
واكد المتدخل في الندوة ان الغرب سينفي أي تهم بتواجد مختبرات بيولوجية وهو ما أعطى للرئيس بوتين شرعية عمليته العسكرية حسبه من اجل حماية امن روسيا، وتسائل شلانجر:” بما ان أوكرانيا دولة ديمقراطية وتتمتع بالسيادة ماذا تستفيد من مختبرات بيولوجية تعمل لدواع عسكرية على أراضيها؟”
من جهته قال الكاتب السياسي وجيوبوليتيكي الروسي، ليونيد سافين، أن الأسلحة البيولوجية تم تطويرها من قبل الجيش الأوكراني مشيرا ان هذه المختبرات لا توجد فقط في أوكرانيا حسبه بل في كل من دول أرمينيا وجورجيا وكازخستان.
وأضاف ان هناك عقيدة جديدة في محاصرة الشعب الاوراسي بأسلحة بيولوجية.
من جهته قال مدير معهد الدراسات الاستراتيجية بالجزائر، عبد العزيز مجاهد، انه ينبغي علينا الوعي بأن العملية العسكرية في اوكرانيا سيكون لديها نفس تداعيات الثورة الفرنسية سنة 1791 على أوروبا ، في حين ان تأثير هذه العملية سيمس العالم بشكل كامل.
كشف رئيس تحرير موقع GEOPLITIK.RU، ليونيد سافين، ان هناك دولا وشعوبا اوروبية ترغب في التعاون مع روسيا، مشيرا الى ألمانيا التي ستواجه ازمة طاقوية حادة، فهذا البلد بحاجة الى 2000 سفينة من الغاز الطبيعي المسال، وهو من سيدفع ضريبة هذا هو الشعب الالماني في حال اتخاذ اي خطوة اتجاه الامدادات الرويسية بالغاز الطبيعي.
واضاف ان ألمانيا في الوقت الذي تواجه وضعا اقتصاديا صعبا تشيبر الى انها ستخصص ميزانية هامة للتسلح، وتسائل المتدخل في ندوة “الشعب” : “أليس من باب الديموقراطية ان نهتم باحتياجات الشعب الألماني بدل التوجه نحو التسلح؟”.
وأوضح سافين، حول العقوبات المفروضة على روسيا المتعلقة بالمواد الاستهلاكية، بان الشعب الروسي لا يمتاز بصفة استهخلاكية بشكل مفرط، مستشهدا بصمود الشعب الروسي بعد العقوبات التي سلطت عليه عقب سنة 1991.
وأضاف ان من سيدفع ثمن هذه العقوبات هي الشعوب التي لديها ثقافة استهلاكية او نمط استهلاكي رأسمالي كبير.
واوضح الكاتب السياسي وجيوبوليتيكي الروسي، ليونيد سافين، ان مواقف المجتمع الغربي بما في ذلك الشعب الالماني تاثرت بالحرب الدعائية التي يشنها الاعلام الغربي على روسيا على حد وصفه.
أوضح الباحث المستقل والمتخصص في الدراسات الدولية، الدكتور سماعيل جلة، أنه وبالنظر للموقع الجغرافي نجد أن أوروبا الشرقية تهيمن على الموقع الجغرافي لاوروبا الغربية.
وذكّر سماعيل جلة بمحاولة الرئيس الاسبق فيكتور فيدورفيتش يانوكوفيتش، بوضع مبدأ في الدستور يحدد “ان اوكرانيا دولة محايدة ولا تميل الى أي كتلة” وهو ما يدعو اليه بوتين اليوم.
وأضاف ان الغرب يعي جيدا أهمية الموقع الاستراتيجي لأوكرانيا الذي يربط بين الصين وآسيا الوسطى وروسيا واوروبا، والتكامل الاقتصادي بين روسيا وأوروبا مركزه أوكرانيا.