«عزيزي المشترك صاحب الرّقم الفلاني لدى متعامل الهاتف النقال العلاّني..قد تكون هذه الرّسالة مفتاح الحظ بالنّسبة لك، تمّ اختيارك كمشارك في المسابقات الأسبوعية التي تبلغ قيمة كلّ منها مليون دينار..أكّد المشاركة الآن: أرسل فقط أي رسالة قصيرة إلى الرّقم العلاني الفلاني»..
هذا نص يشبه كثيرا نصّ الإعلان الذي يتلقّاه صاحب الهاتف رغما عن أنفه، فقد سبق اختياره رغما عن أنفه كذلك، ليجد نفسه في مواجهة «حظّه» من أجل الحصول على المليون دينار الموعودة التي ستبقى في حكم الوعد طبعا، رغما عن عقله هذه المرة، بحكم أنّ الفاسد الوحيد في العملية برمّتها، هو «الحظ المسوّد» الذي يتمتّع به المشترك المرغم، وهو «الحظ» الذي يلقي بالمشتركين بين أيادي متعاملين يبذلون جهدهم كي يستغلوا «الحظوظ» في انتزاع ثمن الرسائل القصيرة من حسابات المغلوبين على أمرهم.
وواضح أنّ التّعامل مع هذه الرّسائل الإعلانية القصيرة سهل للغاية، إذ يكفي تفعيل زرّ الحذف كي يتخلص الهاتف منها، ثم إنّ المشتركين – في الغالب – يعلمون بأنّ المسألة لا تتجاوز جمع أموال الرّسائل القصيرة باسم مسابقات لا معنى لها، وإن كنّا نعتقد أنّ هناك من يسقطون في الفخّ، ويدفعون ما يعتقدون أنّه ثمن زهيد لاختبار الحظ، ولا يؤثّر شيئا ما دام يضمن فرحة صغيرة يحضّرون أنفسهم مسبقا لخسارتها، ففرحة الحظ لا تكتمل بطبيعة الحال..
المهمّ الآن هو المادة الإعلانية التي يصرّ عليها متعاملو الهاتف النّقال عندنا..ألا يحسّ هؤلاء أنّهم يصرّون على «الإشهار الكاذب» في جهرة النّهار؟! ألا يوجد في القانون ما يمنع هذا النوع من الإعلانات الكاذبة؟! وماذا عن المشترك الذي يرفض أن يتلقّى هذه المادة الإعلانية؟! هل هناك ما يحميه قانونا، أم يتوكّل على الله ويشارك في المسابقة؟!