حذر كبير الاقتصاديين في منظمة الأغذية والزراعة “الفاو”، ماكسيمو توريرو، من خسائر فادحة قد يلحقها النزاع في أوكرانيا بالأمن الغذائي العالمي.
في تصريح للصحفيين في مقر الأمم المتحدة في نيويورك، قال توريرو انه تم إجراء محاكاة لتقييم التأثير المحتمل على أسعار الغذاء العالمي على خلفية التراجع في صادرات الحبوب والزيوت النباتية من أوكرانيا وروسيا بسبب النزاع المستمر بين البلدين.
وعلى هذا الأساس، سيرتفع، حسبه، سعر القمح بنسبة 8,7 بالمائة في حال سيناريو الصدمة المتوسطة وبنسبة 21,5 بالمائة في حال سيناريو الصدمة الشديدة.
و بالنسبة للذرة، ستكون الزيادة 8,2 بالمائة في السيناريو المتوسط و 19,5
بالمائة في السيناريو الشديد.
أما بالنسبة للحبوب الأخرى، سترتفع الأسعار بنسبة 7 إلى 19,9 بالمائة والبذور الزيتية بنسبة 10,5 إلى 17,9 بالمائة.
و من حيث التأثيرات على الأمن الغذائي، سيزداد عدد الأشخاص الذين يعانون من نقص التغذية بمقدار 7,6 مليون شخص في السيناريو المتوسط، في حين سيرتفع هذا المستوى إلى 13,1 مليون شخص في البيئة شديدة الصدمة، يضيف توريرو.
و كانت أسعار المواد الغذائية الدولية قد وصلت بالفعل إلى أعلى مستوى لها على الإطلاق قبل اندلاع النزاع في أوكرانيا.
وبلغ متوسط مؤشر الفاو لأسعار
الغذاء 140,7 نقطة في فبراير الفارط، بزيادة 3,9 بالمائة عن جانفي و20,7
بالمائة فوق مستواه قبل عام.
و في عام 2021، صنفت روسيا وأوكرانيا من بين أكبر المصدرين العالميين للقمح والذرة وبذور اللفت وبذور عباد الشمس وزيت عباد الشمس.
و بشكل عام تعتمد قرابة 50 دولة على روسيا وأوكرانيا من احتياجاتها من القمح، وفقا لتوريرو.
كما يعتبر القمح غذاء أساسيا لأكثر من 35 بالمائة من سكان العالم، يضيف توريرو، مبرزا أن الأزمة الحالية “تمثل تحديا للأمن الغذائي للعديد من البلدان، لاسيما البلدان منخفضة الدخل والتي تعتمد على استيراد الغذاء”