يبحث رجال أعمال ومستثمرون من تركيا فرص استثمارية في عديد المجالات بولاية بشار، أبرزها الصناعة، والصناعة التحويلية والصناعة السياحية والفندقية، والاستثمار في مشروع غار جبيلات.
وأجرى هذا الوفد، الذي وصل إلى بشار، مؤخرا، لقاءات مع السلطات المحلية، حول مؤهلات المنطقة في مجال الاستثمار.
قال يوسف الغازي رئيس مجلس الأعمال الجزائري الموريتاني في حديثه لـ”الشعب أونلاين”، إن ولاية بشار استقبلت هذه الأيام وفدا يتشكل من رجال أعمال، يمتلكون شركات ناجحة في مجال الاستثمار.
وأردف الغازي، أن الوفد أجرى لقاءات مع السلطات المحلية، التي دعتهم إلى الاستفادة من الفرص المتاحة، كالصناعة السياحية والمؤهلات الطبيعية والفندقية الموجودة بالمنطقة، ومجالات الصناعة والصناعة التحويلية، والتي من شأنها أن تسهم في توفير فرص عمل وتحقيق تنمية في منطقة بشار والجنوب الغربي الجزائري.
وتابع “وقد أبدى هؤلاء استعدادهم ورغبتهم في الاستثمار، بعد الإطلاع على مؤهلات الولاية في هذا المجال، خصوصا أنها تتوفر على منطقة صناعية، مزودة بالغاز، وإنشاء خط ومصنع للسكة الحديدية، ومشروع غار جبيلات، وما ينتج على ذلك من حركة صناعية، خصوصا بعد تشبع السوق التركية ببعض المنتجات، ومع توفر الخبرة التركية المعروفة في عديد المجالات، وأبرزها الصناعة السياحية والصناعة المنجمية والصناعة الغذائية بصفة عامة، كل هذا يصب في مستقبل واعد للصناعات الجزائرية ولشركائها من المستثمرين الأجانب خاصة المستثمر التركي.
وتأتي زيارة الوفد التركي إلى ولاية بشار، حسب المتحدث، في إطار الزيارات التي تقوم بها الوفود الأجنبية للإطلاع على مؤهلات المنطقة، حيث أن اهتمامهم كان يصب حول الصناعة التحويلية والصناعة المنجمية، ومعرفة مؤهلات المنطقة في هذا المجال، خاصة وأنها محاذية إلى ولاية أدرار التي تزخر بإمكانيات فلاحية هائلة.
ولفت غازي إلى أن هذه الزيارة جاءت تتويجا للقاء، كان في إطار الرحلة التي قمنا بها رفقة وفد هام من رجال الأعمال الجزائريين والذين يتراوح عددهم حوالي 120 رجل أعمال على مستوى الوطن، من بينهم 12 رجل أعمال من ولاية بشار، للمشاركة في ملتقى التعاون العربي التركي.
رفع القيود الجمركية بين الدول الإفريقية
وفيما يتعلق بالاستثمار في القارة الإفرقية، نبه المتحدث إلى أن المبادلات البينية الإفريقية ماتزال ضعيفة، حيث تراوح نسبة 16 في المائة، أما عن المبادلات الجزائرية الافريقية فهي لا تتعدى 5 بالمائة، وبالتالي هناك تبعية اقتصادية لدول خارج إفريقيا، في حين ـ يتابع ـ هناك دول إفريقية رفعت التحدي لهذه التبعية ونجحت في ذلك، وأصبحت تتبادل مع الدول الإفريقية إلى ما فوق 50 في المائة، كجنوب إفرقيا، وهو ما يبين حجم التصدير أو رقم الأعمال الذي يمكن أن نصل إليه مع القارة الإفريقية، أو حجم المساحات التي هي من المفروض مساحات طبيعية لنا، ولكن تحتلها اليوم بلدان أخرى و قوى أخرى.
وأضاف غازي أن الجزائر تسعى من خلال ما يسمى بمنطقة التبادل الحر الإفريقي، إلى تجسيد الاتفاقية التي أبرمتها مع الدول الافر يقية، في دعم هذا التبادل البيني لخلق النماء بين الشعوب الإفريقية وبين البلدان الإفريقية، من خلال رفع كل القيود الجمركية على حدود حوالي 54 دولة افريقية، بطريقة تدريجية خلال فترة خمس سنوات، ما يسمح برفع معدل هذه المبادلات التجارية إلى مستوى النماء لهذه المناطق فيما بينها، وهو الهدف الرئيسي سيساهم في الاستفادة من السوق الافريقية التي يصل رأسمالها بحوال 1200 مليار دولار.
طريق الوحدة الإفريقية
وأكد غازي على أن هناك إرادة سياسية على أعلى مستوى لإقامة سكة حديدية تصل إلى الحدود الجنوبية، و إنشاء طرقات لم تكن منشأة من قبل كطريق أدرار نحو برج باجي مختار على الحدود المالية، و الطريق الذي يربط بين تندوف وزويرات بموريتانيا الذي أقر مؤخرا من خلال زيارة الرئيس الموريتاني، هذا الشريان الهام الذي يصل الصناعة والمنتجات الجزائرية بالموريتانية أولا، وبدول غرب إفريقيا وكذلك عن طريق أدرار وبرج باجي مختار نحو مالي، وعن طريق تمنراست نحو النيجر ونيجيريا ، فضلا عن مشروع طريق الوحدة الإفريقية الذي أنجز منه شطر مهم جدا، وهو شطر المدية الذي كان منذ سنوات يراوح مكانه، بالإضافة إلى ترميمات وإنجاز مئات الكلومترات في الجنوب نحو تمنراست، و تحريك هذا الموضوع على مستوى الدول المساهمة منها تونس والتشاد والنيجر ونيجيريا ومالي، كل هذا يصب في مستقبل واعد للصناعات الجزائرية ولشركائها من المستثمرين الأجانب خاصة المستثمر التركي الذي يحظى باهتمام بالغ والذي أبرز أن النجاح في الجزائر ممكن من خلال شركات رائدة منها شركة دوسيالي التي تعد أكبر استثمار تركي خارج تركيا في انتاج الحديد والصلب.
وأضاف غازي ” هذا العرض وجد آذانا صاغية من العديد من المستثمرين، وتلقينا اتصالات عديدة من متعاملين اقتصاديين في شتى المجالات للبحث عن المعلومات الضرورية وترقب قانون الاستثمار، ومحاولة معرفة مناخ الأعمال الموجود في الجزائر، وكيفية تحويل رؤوس الأموال، إلى غير ذلك من الأسئلة التي سوف يجيب عليها قانون الاستثمار في الأيام المقبلة.
ترقية الصادرات خارج المحروقات
وأشار غازي إلى أن كل الظروف اليوم مهيئة للاستثمار، ومناسبة للبعد الافريقي، من ناحية التصدير واقتناء المواد الأولية، وللبعد الأوربي فيما يتعلق بانطلا مشروع السكة الحديدة من بشار نحو وهران أو نحو العاصمة لتصل بذلك إلى الموانئ الجزائرية وتصدير هذه السلع نحو أوروبا.
وقال أيضا “اليوم جاء الوقت لتثمين كل المؤهلات في جميع مناطق الوطن، وإبرازها وتسويقها بطريقة مناسبة حتى يتسنى لنا أن نحقق الهدف وهو ترقية الصادرات خارج المحروقات”.
وبالعودة إلى منطقة الجنوب الغربي وولاية بشار، خاصة من ناحية الصناعة، فهي منطقة واعدة في مجال التصدير، تربط تقريبا شمال البلاد بجنوبها، وهي بوابة الصحراء، وبالتالي فعبر بشار نحو تندوف إلى موريتانيا، وعبر بشار نحو أدرار وبرج باجي مختار نحو مالي، وعبر بشار نحو عين صالح وتمنراست إلى النيجر، وبالتالي فموقعها الجغرافي يؤهلها إلى أن تكون منصة بامتياز للتصنيع والتصدير نحو الأسواق الإفريقية، هذا التوجه الذي أصبح أكثر من ضروري وهو توجه طبيعي لبلد إفريقي .
يتابع غازي، وفي خلال سنتين سيكون شطر كبير للطريق الرابط بين تندوف وزويرات، أو بين أدرار وبرج باجي مختار، قد أنجز، وهذا من بين التحديات التي سترفع المبادلات التجارية، بالإضافة إلى نجاح الخط البحري، الذي سيكون له أثر كبير في نقل السلع والبضائع الجزائرية إلى 14 دولة إفريقية، في إطار ما يسمى سيدياو، على اعتبار هناك بعض الأسواق مثل سوق نواكشوط وسوق داكار، هي أسواق لعدة دول، وقد بلغت عدد المؤسسات التجارية في سوق الأسيهار على سبيل المثال 150 مؤسسة، وكلها كانت مؤهلة للتصدير ولديها إنتاج وفائض، وعن المنتوجات التي يمكن تصديرها، قال غازي بأنها متعددة، وتتعلق بالمواد الغذائية والأدوية ومواد شبه الصيدلانية و المواد بلاستيكية و الأجهزة الكهرومنزلية، أما التي يمكن استيرادها، فتتعلق بالمواد الأولية، كالحديد والصلب و الأسماك، والفواكه الاستوائية والجافة والكاكاو والشوكولا .
ودعا المستثمرين إلى الانخراط في هذه السياسة واستغلال الموارد المنجمية، آملين أن يكون قانون الاستثمارالجديد في مستوى تطلعات المستثمرين الجزائرين والأجانب، خاصة بعد تأكيد فخامة رئيس الجمهورية على أن يكون هذا القانون مدروسا ويساهم في استقرارالقوانين في البلد .
وعن مشاركة الوفد الجزائري في الملتقى، يقول غازي، إن الملتقى لقي نجاحا كبيرا هذه المرة، وما ميزه هو حرص السلطات العمومية، ممثلة في وزارات التجارة والصناعة والسكن والخارجية، على مرافقة المتعاملين الاقتصاديين الجزائريين وهو ما أعطاهم ثقة كبيرة، وتابع، هذا النسق لم نكن نحظى به من قبل مما أعطى لهذه الطبعة نكهة خاصة، وأضاف، وقد قمت بتنشيط ندوة حول واقع وآفاق الاستثمار في الجزائر، والتي تطرقنا من خلالها إلى بعض الامتيازا التي تحظى بها المناطق الصحراوية من مؤهلات طبيعية في الميدان السياحي والفلاحي والصناعات التحويلية و المنجمية وما يليها من توفير مواد أولية، بالاضافة إلى المؤهلات الجغرافية التي تميز منطقة الجنوب الغربي، وقربها من البعد الإفريفي الذي هو توجه ليس الجزائر فقط، ولكن كل دول العالم المنتجة و المصنعة.