بدأ هاجس الجوع يخيّم على العديد من البلدان مشكلا تهديدا على أمنها الغذائي، حيث توجد في واجهة هذه الأزمة العويصة البلدان الأكثر فقرا من بينها الإفريقية، خاصة في حالة استمرار الحرب الروسية الأوكرانية، وعلى خلفية أن البلدين، يعرفان بـ»سلة خبز أوروبا» والعديد من الدول الإفريقية، علما أنهما يوفران نحو ربع إنتاج القمح العالمي، ونصف منتجات دوار الشمس، مثل البذور والزيت.
ندرة الغذاء في قلب الحروب الطاحنة لا تقل فتكا من الأسلحة المدمرة لحياة الإنسان، ومن دون مبالغة، هكذا ينظر الفقراء لهذه الآفة القاتلة، ولأن كل التقارير الصادرة مؤخرا متشائمة ومخيفة، تنظر بقلق كبير إلى الارتفاع المذهل لأسعار المواد الغذائية، بل وتتوقّع أن تستمر متشبثة بمستويات باهظة الثمن إلى سنوات أخرى طويلة، مما يرشح أن يشهد العالم تفشي المزيد من الفقر والجوع. وهذا ما حرّك مؤخرا رئيس برنامج الأغذية العالمي، ديفيد بيسلي، للتحذير بلهجة شديدة، مفادها أن الحرب ستفضي إلى ارتفاع كبيرلا يطاق في أسعار المواد الغذائية في العالم، وبالتالي سيتعرض المزيد من البشر لخطر المجاعة ويكون الوضع فادحا أي أشبه بجحيم على وجه الأرض بالنسبة للفقراء الأشهر المقبلة.
الخطر قادم لا محالة والأثر بالغ والتكلفة كبيرة بسبب انتقال لهيب الحرب إلى أسواق المواد الغذائية ولا أحد سيسلم منها لأن الأسواق تأثرت في العمق، حيث أسعار القمح سوف تتضاعف والإنتاج مهدد بالانكماش بفعل الحرب، ما جعل عدد الأشخاص الذين يواجهون مجاعة محتملة في جميع أنحاء العالم يرتفع من 80 مليونا إلى 276 مليونا السنوات الأخيرة متأثرة بالتغير المناخي وفيروس كورونا وحاليا بالحرب المشتعلة التي ستشمل الأمن الغذائي للدول.
لذا سيواجه العالم مزيدا من الأزمات قبل أن يتخلص نهائيا من آثار الوباء، لأن الفيروس طيلة السنتين الماضيتين دفع بما لا يقل عن4.7 مليون شخص إضافي إلى دائرة الفقر المدقع بمنطقة جنوب شرق آسيا وحدها.
خسائر الحرب ستطال الجميع، أشخاصا ومؤسسات ودولا، لأن تكلفة الحياة خلال الأسابيع الثلاثة القليلة من عمر الحرب الروسية الأوكرانية ارتفعت بشدة في الغذاء والنقل والخدمات، والعالم مقبل على الوضع لا ينبغي الاستهانة به لذلك القادم اصعب حقيقة.