أكد الوزير، المستشار لدى رئاسة الجمهورية الصحراوية وعضو الامانة الوطنية لجبهة البوليساريو، البشير مصطفى السيد، اليوم الاثنين، أن موقف الحكومة الاسبانية من النزاع في الصحراء الغربية لا يعدو ان يكون موقفا “فرديا” و “تصرفا معزولا” ضرب “مصداقية إسبانيا في الصميم”، ناهيك عن كونه “خيانة جديدة” للشعبين الصحراوي والإسباني على حد سواء.
و أكد البشير مصطفى السيد في تصريح ل/وأج أن هذا الموقف الذي عرف إدانة من طرف كافة القوى السياسية الاسبانية والمجتمع المدني الإسباني ينم عن “انقلاب (رئيس الحكومة بيدرو) سانشيز على نفسه وعلى القانون والشرعية الدوليين”.
أوضح الوزير الصحراوي في هذا السياق أن موقف رئيس الحكومة الإسبانية الجديد والمخالف لكل تصريحاته السابقة حول تشبثه بالشرعية الدولية والإطار الأممي لاستكمال تصفية الاستعمار في الصحراء الغربية، ودعمه لمساعي المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة، ستافان دي ميستورا، تؤكد أن “خرجته جاءت عكس المنطق وعكس موقف بقية الائتلاف الحكومي، بل ومن وراء ظهر الحكومة ومن دون سابق إنذار للبرلمان”، ناهيك أنها “ضربة غير مسبوقة بإجماع القوى السياسية والمجتمع المدني الإسباني بكل منظماته الاجتماعية و الحقوقية والثقافية”.
وبذلك، يقول البشير مصطفى السيد، فإن موقف سانشيز “لا يعدو ان يكون إلا موقفا فرديا وتصرفا معزولا عن الطبقة السياسية، ضرب مصداقية إسبانيا في الصميم و أظهر ضعفها وصنفها مع مجموعة عديمي الضمير وبائعي الذمم، همهم الوحيد هو ضمان تقاعدهم في مملكة الفساد المخزنية أكثر من السهر على مصالح وسمعة بلدهم”.
كما أرجع المسؤول الصحراوي هذا التغيير في موقف الحكومة الاسبانية أيضا إلى “الجبن والاستسلام لمجرد تحاليل اعلامية ومخاطر متوهمة لحلف الشر المغربي الصهيوني، والتهديدات الوهمية على زواج المغامرة المخزنية بالتكنولوجيات الفتاكة للصهاينة وقدرتها الخارقة على تغيير اخلاق ومبادئ ومصالح دول العالم”.
واسترسل في هذا السياق يقول: “إن الموقف المخزي لحكومة سانشيز يبعث بأخطر الرسائل لشعوب المنطقة و أول سطر فيها أن الابتزاز يكافأ و أن من يحسن استغلال أدوات الجريمة المنظمة ومكوناتها من هجرة ومخدرات وإرهاب باستطاعته تطويع بلدان مثل إسبانيا والعبث بسيادتها ومصالحها”.
أما عن إمكانية تراجع مدريد عن موقفها الحالي، قال المتحدث أن “الحسابات والتقديرات الخاطئة للحكومة الاسبانية صنعت الخوف، مما لا يشكل تهديدا وإغراء، ويمكن تماما أن تتراجع الحكومة الإسبانية عن خطئها وخطيئتها إن واصل الصحراويون القتال ببسالة وعاملنا وتعاملنا مع القوى السياسية الإسبانية وأطراف الائتلاف الحكومي بما يتناسب ومصلحة القضية الصحراوية”.