عدد من الشهداء ومن بينهم قادة، بن مهيدي، عميروش والحواس وآخرون، سقطوا في هذا الشهر، مارس، الذي يعرف بشهر الشهداء..
حتى أنّ أحد الباحثين في التاريخ طلب ذات مرة أن يختار يوما من أيام هذا الشهر الجاري ليكون يوما وطنيا ليضاف ليوم الشهيد المقرر في 18 فيفري من كل عام.
قال المخرج أحمد راشدي الذي يدعى مخرج الثورة عند نزوله ضيفا على جريدة “الشعب” قبل سنوات وهو يتحدث عن الأفلام الثورية، خاصة تلك التي تروي حياة ومسيرة بعض الشهداء، «إنّنا لا نعرف سوى عددا قليلا لا يتعدى 5 بالمائة من أسماء الشهداء، والذين كان أغلبهم قادة ثوريين» ويعتبر ذلك تقصيرا كبيرا منّا للتعريف ببقية الأبطال الذين سقطوا في ميدان الشرف دفاعا عن هذا الوطن الغالي.
وتساءل مرة أحد المجاهدين عن تسمية شوارع بأسماء شخصيات أجنبية، في حين، تكفي قائمة أسماء شهداء الحرية والاستقلال ليس للجزائر بل لإفريقيا ككل، والأغرب هناك أسماء لفرنسيين اصطفوا وراء الإدارة الاستعمارية الفرنسية وناهضوا المقاومة الجزائرية على غرار فكتور هيجو …، إلا أنّهم رسخوا أسماءهم في بلد عملوا كل ما في وسعهم لمحاولة سحق شعبه، لولا أولئك الرجال الصناديد الذين صحّحوا مسار التاريخ.
غير أنّه إذا كان تخليد أسماء الشهداء في الشوارع والساحات العمومية وحتى الأماكن التاريخية واجبا، فإنّ أكثر ما نحتاج إليه، أن لا تذهب تضحياتهم أدراج الرياح، وأن تحمل الأجيال المتعاقبة بكل أمانة وإخلاص وتفان الرسالة التي تركوها والأمانة التي استوصوا بها، عنوانها صون الجزائر، التي تستهدف منذ سنوات من الخارج، هي معركة أخرى لا تقل أهمية تستوجب أن يدرك كل جزائري مدى أهمية كسبها بالعلم والوفاء للذاكرة.