يرى أساتذة ومختصون أن إسبانيا أخطأت في قلب موقفها بشأن القضية الصحراوية، وأنها بهذا التحول المفاجئ، لعبت ورقة خاسرة.
قال مشاركون في مائدة مستديرة لمركز الشعب للدراسات والبحوث، حول “إسبانيا والصحراء الغربية، اليوم الأربعاء، إن “التوقيت الذي برز فيه التحول المفاجئ للموقف الاسباني بشأن القضية الصحراوية، خاضع للأزمة الأوكرانية”.
وأشار الأستاذ بجامعة العلوم السياسية والعلاقات الدولية بجامعة الجزائر3، البروفيسور إسماعيل دبش، إلى أن إسبانيا بهذا الموقف المفاجئ، لعبت ورقة خاسرة، وأن اختيارها لهذا التوقيت بالتحديد للانقلاب على القضية الصحراوية، “خاضع للأزمة الأوكرانية ووجود دول غربية تتجه نحو منطق “معي أو ضدي” وأُعطي لاسبانيا هذا الدور”.
وربط المتحدث الموضوع “بالكيان الصهيوني الذي لا يخدمه قيام دولة مستقلة للصحراء الغربية عاصمتها العيون وهذا يعني قيام الدولة الفلسطينة عاصمتها القدس”.
المخزن يريد زج الجزائر كطرف في النزاع
في المقابل أكدت، أستاذة العلوم السياسية في المدرسة الوطنية العليا للعلوم السياسي، البروفيسور تسعديت مسيح الدين، أن الجزائر ليست طرفا في النزاع، وهي مع الشرعية الدولية التي تقر بحق الشعب الصحراوي في تقرير المصير.
وأوضحت أن “المغرب تريد زج الجزائر كطرف في هذا النزاع، وأن الدوافع الحقيقية وراء هذا الانقلاب كثيرة أهمها الأزمة الأوكرانية وما تفرضه من قيود وضغوط سياسية واقتصادية”.
وتحدثت الأستاذة عن ملف الهجرة غير الشرعية الذي تريد المغرب أن تقايض به من خلال الاعتراف بالحكم الذاتي، مقابل كبح المهاجرين غير الشرعيين من المغرب نحو سبتة ومليلية.
وترى أن “المغرب أراد ان يستجلب الطرف الإسباني ليوافق على مقترح الحكم الذاتي وأن تمنع وصول المهاجرين إلى الأراضي الإسبانية”.
المغرب تنازل نهائيا عن مدينتي سبتة ومليلية
من جانبها قالت أستاذة العلوم السياسية بجامعة الجزائر 3، البروفيسور أمينة رباحي، إن “المغرب تنازلت نهائيا عن مدينتي سبتة ومليلية لاسبانيا مقابل تحول الموقف الاسباني اتجاه القضية الصحراوية”.
وأبرزت المتحدثة، أن “إسبانيا بهذا الموقف خسرت الكثير في علاقاتها مع الجزائر في هذا الوقت بالذات”.
وأكدت أن “الجزائر ليست لديها أهداف إستراتيجية في الصحراء الغربية وإنما شعب شقيق يعاني الغدر من جار شقيق”.
الاعتراف الإسباني اخلال بقواعد القانون الدولي
من جانب آخر صرح أستاذ القانون، الدكتور فؤاد حطاب، بأن “محاولة المغرب اقحام الجزائر كطرف في النزاع اصطدم بصخرة قرارات الأمم المتحدة”.
وأشار إلى أن الأزمة الأوكرانية أصبحت تدفع بالأحداث ودفعت إسبانيا للخروج من الموقف المشترك للاتحاد الأروبي”، وأن “اعتراف إسبانيا بما يسمى الحكم الذاتي هو اخلال بقواعد القانون الدولي”.
وأجمع الأساتذة والمختصون أنه “لا ينبغي أن نتعجل في اتخاذ القرارات وموقف الجزائر إزاء هذا الملف ستقوم به الهيئات التي تنادي بالشرعية الدولية والتي تسهر على كفل الشرعية الدولية بخصوص الحق الشعب الصحراوي في تقرير المصير”.