أكد مشاركون في مائدة مستديرة حول الموقف الاسباني من قضية الصحراء الغربية، أن ذلك لن يغير من حقيقة أنها قضية تصفية استعمار.
قال البروفيسور إسماعيل دبش، أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية، إن الموقف الاسباني يعني رسميا إنهاء اتفاقية مدريد، وبالذهاب مباشرة إلى حل النزاع في الصحراء الغربية. وذلك خلال مائدة مستديرة نظمها مركز الشعب للدراسات والبحوث اليوم الأربعاء، في الجزائر العاصمة.
ورقة خاسرة
أوضح البروفيسور أن التفكير الاستراتيجي الاسباني هو مع تقرير المصير، لكن السؤال المطروح حاليا هو “التايمينغ”،أي توقيت طرح الموضوع، المتزامن مع الأزمة الأوكرانية.
وأضاف أن الغرب أعطى اسبانيا هذا الدور وقد لعبت اسبانيا ورقة القضية الصحراوية وهي ورقة خاسرة مسبقا. لأنها لن تستطيع الضغط على الجزائر وهي ليست طرفا في النزاع المغربي الصحراوي. وأتبع أن الإسبان ارتكبوا خطأ كبيرا لا يخدم مصلحة اسبانيا.
أما بالنسبة لاستدعاء السفير فقال إنه على خلفية وجود ملف اقتصادي كان يدرسه الطرفان الجزائري والاسباني، وهو خط أنابيب الغاز نيجيريا اسبانيا. لتعبّر الجزائر أن اسبانيا لم تعد محل ثقة، وبالتالي لا لوم عليها إن غيرت الخط عبر إيطاليا.
توظيف
ولن يستبعد المتحدث وقوف الكيان الصهيوني وراء القرار، إذ ليس من مصلحته تقرير المصير لأن قيام دولة الصحراء الغربية يعني قيام دولة فلسطينية في فلسطين وبالتالي زوال الكيان الإسرائيلي.
كذلك تريد أمريكا استخدام أوروبا وإسبانيا بهدف استمرار هيمنتها عليها وبالتالي استمرار الناتو، يضيف المتحدث.
وقد تتحول أوروبا إلى ميدان حرب كما كانت خلال الحرب العالمية الأولى والثانية. وأضاف أنه على الغرب أن يعي أنّ الأمر لا يتعلق بالوقوف معه أو ضده، بل أنه لم يعد القطب الوحيد في النظام الدولي.
وأكد البوفيسور أن المغرب يستعمل ورقة الصحراء الغربية من أجل أن يطيل عمر النظام لأنه بالأساس قائم عليها. وتصفية الاستعمار هناك يعني عودة الجيش واحتمال القيام بالانقلاب على العرش.
وختم بالقول إن موقف إسبانيا لن يغير شيئا من وضع القضية التي يزيد عدد مؤيديها يوما عن يوم، حيث استقبلت الصين وروسيا وفدا عن الصحراء الغربية واقتنعت بحق تقرير المصير.
الجزائر ليست طرفا في النزاع
من جهتها قالت البروفيسور تسعديت مسيح الدين، أستاذة العلوم السياسية في المدرسة الوطنية العليا للعلوم السياسية، إن اسبانيا إذا كانت تريد أن تنتقم من الجزائر، فإن الجزائر ليست طرفا في النزاع، وهي مع الشرعية الدولية التي تقر بحق الشعب الصحراوي في تقرير المصير.
لكن، أضافت البروفيسور أن الأمر يتعلق بالوضع الدولي وما يفرضه من ضغوط دبلوماسية واقتصادية تتعلق بالأزمة الأوكرانية. وكذلك ملف الهجرة غير الشرعية. فاسبانيا تريد أن تقايض المغرب من خلال الاعتراف بالحكم الذاتي، مقابل كبح المهاجرين غير الشرعيين من المغرب إلى جيبي سبتة ومليلية الاسبانيتين.
الثقل الاسباني
وقالت البروفيسور أمينة رباحي، أستاذة العلوم السياسية بجامعة الجزائر 3، إن ثقل اسبانيا في الموضوع يأتي من امتلاكها كل ملفات الصحراء الغربية، وكانت قبل هذا التحول ذات موقف متوازن طالما أحرج المواقف الأوروبية.
وأضافت أن المغرب تنازل نهائيا عن سبتة ومليلية، وبالتالي آن الأوان لاسبانيا أن تعترف بالمقترح المغربي الخاص بالحكم الذاتي للصحراء الغربية.
وأوضحت أن اسبانيا خسرت ثقة الجزائر. رغم أن الموقف الاسباني لن يغير شيئا من وضع الصحراء الغربية المصنفة في خانة تصفية استعمار.
أما الأستاذ فؤاد حطاب أستاذ القانون، فاعتبر أن موقف اسبانيا لن يغير من أحكام المحكمة الأوروبية التي تقر بسيادة الشعب الصحراوي على ثرواته. ولا في تصنيف القضية التي تعتبر تصفية استعمار.
من جهته، أوضح الدكتور علي مجالدي، أن الموقف الاسباني كسر الإجماع الاسباني الداخلي حول القضية الصحراوية.